حكمة الله في الغلاء
الكل يشتكي وساخط ولكن انظروا معي في حكمة الله من هذا الغلاء الطاحن !!
بقلم : محمد فاروق
الكل يشتكي وساخط
ولكن انظروا معي في حكمة الله من هذا الغلاء الطاحن !!
كل شيء من حولنا يرتفع ثمنة!!!
على الرغم من رُخص الناس .. و رخص الفن .. و انعدام القيم .. و تفاهة البضاعة المتهافت عليها من الجميع ؟ !!! .
إننا معاقبون يا سادة بهذا الضنك والعذاب النفسي ..
و تأملوا كلمات ربكم سبحانه وتعالى :
{ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } ( طه – 124 )
أليس عالَم اليوم قد تلخص كله في هذه الكلمة البليغة .. ” الضنك “
و ” الإعراض ” ؟!
أليس العالَم قد أعرض تماماً عن كل ما هو رباني و غرق تماماً في كل ما هو علماني و مادي و دنيوي و شهواني و عاجل و زائل ..
و الكلام ينطبق على مستوى العالَم كله !
الكل متعجل يريد أن يغنم شيئاً و أن ينال شيئاً ..
لا أحد ينظر فيما بعد .. و لا فيما وراء الغد ..
الموت لا يخطر ببال أحد ..
و ما بعد الموت خرافة ..
و الجنة و النار أساطير ..
و الحساب حدوتة عجائز ..
و الذين يحملون الشعارات الدينية ..
البعض منهم موتور و البعض مأجور ..
و المخلِص منهم لا يبرح سجادته و يمشي إلى جوار الحائط حتى لا يكون فتنة للطغاة .. والكثير من الناس ليس مع أحد و ليس لأحد الا لنفسة ولأسرتة الصغيرة..
والكثير مشدود و منفصل عن الركب .. والقليل مشفق من العاقبة وهو قد أغلق فمه و احتفظ بعذابه في داخله .. و اكتفى بالفُرجة .
و الناس في ضنك ..
و كل العالَم أغنيائه و فقرائه ..
كلهم فقراء إلى الحقيقة ..
فقراء إلى الحكمة .. فقراء إلى النُبل والأخلاق الحميدة .
و أكثر الأنظار متعلقة بالزائل و العاجل و الهالِك .
و الدنيــا ملهــاة .
و هي سائرة إلى مجزرة ..
رب العزة في القرون السالفة كان يوقظ خلقه من الضلال بالرسل و الأنبياء ..
و اليوم رب العزة يوقظهم بالكوارث و الزلازل و الأعاصير و السيول ..
فإن لم تُجْدِي معهم تلك النُذُر شيئاً ، ألقَى بهم إلى المجازر و الحروب يأكل بعضهم بعضاً و يُفني بعضهم بعضاً .
و حروب المستقبل حروب فناء ..
تأكل الأخضر و اليابس و تدع المدن العامرة خراباً .
و نحن على حافة الرعب الحقيقي و الصراع المُفني لكل علم وحضارة نعيش ملذاتها الآن ….
انتظروا ضرب الظالمين بالظالمين ولكن لن ينجوا من بينهم الضعفاء والرعاع والعامة إلا من شاء الله أن ينجوا….
فإنسان اليوم لا يستحق نعمة واحدة من نعم الله الكثيرة من حولة.
انتظروا دفع فاتورة السكوت والخنوع والبحث عن المتاع الزائل وبيع الدين بالدنيا.
انتظروا ولا تلوموا الا أنفسكم.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
اللهم اهدي قلوبنا وأصلح احوالنا وانصرنا على اعدائنا.