أدب الرسائل في “ويحدث أن نبكي عشقاً” ل شادي عدلي ورضوى جاويش
كتب/احمدسالم الملواني
يشارك الدكتور شادي عدلي مع الروائية رضوى جاويش في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ55 بمركز مصر للمعارض بالتجمع الخامس، ضمن جناح إبداع للترجمة والنشر والتوزيع بروايتهما المشتركة “ويحدث أن نبكي عشقاً”؛ والتي من خلالها يعيدان أدب الرسائل بشكل عصري إلى المشهد الثقافي العربي.
اختارا أن يجعل من أدب الرسائل الركيزة الأساسية في سردهما لرواية “ويحدث أن نبكي عشقا”، في رحلة أدبية تدور وقائعها في ذاكرة المكان وحيثياته، حيث تأخذنا الرواية الجديدة في رحلة عبر الزمن، تمتد من فترة الخمسينات حتى أوائل الثمانينات من القرن العشرين، تلك الفترة المليئة بالتحولات السياسية والاجتماعية والعاطفية على المستوى المصري والعربي.
يروي شادي عدلي ورضوى جاويش في ويحدث أن نبكي عشقاً ملابسات قصة محكمة، تتداخل فيها الصراعات النفسية والإنسانية مع العواطف، وتنكشف الأسرار في حبكة قصصية متقنة. هكذا، يضع الكاتبان أمامنا لوحة حية تنبض بالحياة والإنسانية، تجعلنا نعيش مع الشخصيات ونستمع إلى رسائلهم وتجاربهم بكل تفاصيلها وعمقها.
وعن مشاركته بمعرض القاهرة لهذا العام يقول الكاتب شادي عدلي: ” مشاركتي في معرض القاهرة هي الحلم الذي طالما جال بخيالي خلال زياراتي المتعددة للمعرض كقارئ شغوف، يتجول بين أروقته باحثاً عن اللذة والسحر المتجلي بين صفحات الكتب” ويتابع شادي “دائما ما آمنت بأن الكلمة ليست مجرد صفحات مطبوعة، بل رسالة وأمانة، وأن أصحابها رسُل موكلين بإيصال هذه الرسالة، وكم ساورتني الأماني أن أكون يوما من أصحاب الكلمة التي ترسم بسمة على شفاه أحدهم، أو تصبح ذكراها عبقًا يسبر العقول خيالا وسعادة، ويغذي الروح، ويعينها على استكمال الرحلة”.
ويضيف “هي كلمات قد أطلقت سراحها، وأصبحت مِلكًا لقارئها على أمل أن تلقى مرساها يوما، أن تعثر على موطئ قدمٍ في قلب أحدهم، فتسكن وتستقر، وتبقى خالدة في ذاكرتهم. ولو بعد حين!
عرف الدكتور شادي عدلي منذ صغره شغفًا بالكتابة، فقد بدأت محاولاته الأولى في صياغة الكلمات وتجسيد أفكاره في مرحلة عمرية مبكرة. لكنها كانت محاولات خجولة، نتيجة لحبه للإبداع والتعبير الفني على حد سواء. عبر سنوات استطاع شادي عدلي أن يطوّر مهاراته الكتابية حتى نضجت وتكاملت، وظهرت ثمراتها في أشكال مختلفة، العديد منها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
في عام 2020، قرر شادي عدلي إصدار أول كتاب مطبوع في معرض الشارقة الدولي للكتاب تحت عنوان “أوراقي”. كان هذا العمل الأول يحمل تجارب حياتية متعددة، ونظرات متنوعة على العالم، ولاقى استحسانًا كبيرًا بين القراء، مما أضاف إليه دفعة قوية لمواصلة التعبير عن أفكاره ومشاعره من خلال الكتابة.
وفي كتابه الثاني، لم يكتفِ شادي بالكتابة الشخصية والتعبير عن تجاربه الشخصية فحسب، بل سعى لاستكشاف أنواع مختلفة من الكتابة. ومن هنا، جاء كتاب “أسرار طاقة المكان – الفونج شوي في المنازل” الذي يعتبر دليلًا ومرجعًا لكل المهتمين بعلوم طاقة المكان وتأثيرها على حياتنا، حيث قدّم مدخلاً تخصصياً جديدًا في كتابته. هنا، برزت موهبته في جمع المعلومات وتقديمها بأسلوب يجمع بين العمق العلمي والسهولة في توصيل المعلومة.
وأما عن الكاتبة رضوى جاويش فقالت عن مشاركتها الكاتب شادي عدلي في رواية ويحدث أن نبكي عشقا: “أدب الرسائل من أمتع أنواع كتابة الأدب، ومنتصف القرن العشرين هي الفترة الأكثر تميزا، لأجل ذلك كانت تجربة “ويحدث أن نبكي عشقا” تجربة فارقة في كتابة الرواية بالنسبة لي لأنها حققت أمنية عزيزة على قلبي
.. وهي كتابة رواية مبنية على هذا النوع من الأدب، وخلال هذه الفترة الأكثر زخما من تاريخ مصر، تجربة مشاركة الكتابة بين قلمين ليست بالأمر الهين، لكن تقارب وجهات النظر وتوحد الرؤى مع دكتور شادي عدلي، جعلت منها تجربة فريدة، ومن أكثر التجارب تميزا وثراء”.
وعن مشاركتها للمرة الرابعة في معرض القاهرة الدولي للكتاب فتحدثت قائلة: “تواجدي في حدث ثقافي مميز كمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ٥٥، وللسنة الرابعة على التوالي مع دار إبداع للنشر والترجمة والتوزيع، مصدر سعادة فائق، واتمنى المشاركة في الدورات القادمة بأعمال تثري مشروعي الأدبي، وتضاف لمكتبة القاريء العربي”.