تتابع إبداع للترجمة والنشر والتوزيع نهجها الذي اعتادت عليه منذ التأسيس؛ وسياستها في دعم وتسويق الكتب والكتاب،وبناء علامات تجارية ثقافية؛ تزيد من انتشار الكاتب، ومن وصوله إلى القراء في مختلف أنحاء العالم، فبعد مرور عشر سنوات على تأسيسها أصبحت تجربة الدار الرامية إلى رسم استراتيجيات جديدة تعتمد على تقنية المعلومات أكثر وضوحًا وجذبًا لشريحة واسعة من الكتاب.

 

 

 

 

 

جذب القارئ الصامت

وعن مشاركة إبداع في الدورة الـ55 لمعرض القاهرة للكتاب يقول الدكتور عيد إبراهيم صاحب إبداع للترجمة والنشر والتوزيع ومؤسسها: يسعدني أن نحتفي هذا العام بالعام ب 10 سنوات معرض القاهرة؛ ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة 55، هذا التجمع الثقافي الأكبر في الشرق الأوسط، فقد شاركنا خلال الأعوام العشرة الماضية بأكثر من 100 معرض دولي، وطرحنا أكثر من 500 عنوان”.

 

 

 

 

 

ويتابع الدكتور عيد إبراهيم “هدفنا منذ البداية كان جذب القارئ الصامت، وحثه على اتخاذ قرار بخصوص اقتناء الكتب، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من خلال اتباع سياسات تسويق حديثة مبنية على مُعطيات العصر، وهذا بالفعل ما عززناه هذا العام؛ حيث كان لنا شركة استراتيجية مع شركة سيجنتشر للعلاقات العامة والتسويق؛ وهي أهم الشركات المتخصصة في مجالها ومقرها دبي، بهدف توسيع وتعزيز عملية الوصول إلى القارئ، وبناء الماركات الإسمية، والتواصل بمختلف أشكاله”

 

 

 

 

 

أسامة الشاذلي وأيمن مصطفى ضمن كتاب إبداع 2024

وقد حافظت إبداع للترجمة والنشر والتوزيع على طرح الكتب الأكثر مبيعا، والتي سجلت منحى تصاعدي خلال الأعوام الماضية، وعلى نخبة من أفضل كتابها منهم على سبيل المثال لا الحصر أحمد عثمان، ومنال سالم،وبدر رمضان، وشيماء يسري، ودعاء أبو العلا نورسين، ودينا جمال، ورضوى جاويش، كما انضم لكتاب دار إبداع لهذا العام الكاتب أيمن مصطفى وهو من صناع المحتوى الكوميدي،وله توجه متفرد وحضور جماهيري على مختلف منصات التواصل الثقافية والاجتماعية، كذلك كان لانضمام أسامة الشاذلي أحد أهم الكتاب خلال العقدين المنصرمين وقع خاص، حيث سيكون القراء على موعد مع الفنتازيا مع روايته التاريخية الجديدة السلطان.

 

 

 

 

 

وهناك توجهٌ جديدٌ منإبداع للترجمة والنشر والتوزيع هذا العام برز من خلال اهتمامها بتقديم الكتب التربوية التي تهدف إلى توعية الأسر العربية بطرق التنشئة الاجتماعية السليمة، وزرع القيم والأخلاق، كذلك كان من الملفت انضمام الكاتبة هبة عبد الله أحمد المتخصصة بكتابة السيرة النبوية بأسلوب عصري حديث،والدكتورة هالة الأشقر الكاتبة في مقارنات الأديان، علاوة على العديد من الكتب التي تخص الشأن الأسري مثل كتاب “ازرع ود تطرح ورد” وكتاب فقاعة سعادة، بالإضافة إلى استمرار سلسلة حلمي مهران في جزئها السادس، والتي حققت نجاحا منقطع النظير خلال الأعوام الماضية عبر قضاياها الخمس السابقة.

 

 

 

 

 

 

إعادة طرح النصوص الأصلية للكلاسيكيات العالمية

كما حافظت إبداع للترجمة والنشر والتوزيع على هويتها من خلال شراء حقوق الترجمة،وترجمة الكتب المهمة مثل كتاب الملك حمورابي البابلي وكتب الدكتور داريو نارديفي علمبناء الشخصية وعلم النفس وعلم الأعصاب، بالإضافة إلى إصدارها ترجمات من الأدب الروسي المعاصر للكاتب أوليغ روي من خلال طرح الترجمة العربية لروايته العالم على حافة الهاوية، وإعادة طرحالكلاسكيات أو النصوص الأصلية للأدب العالمي؛مثل سلسلةآن، وكتب جين ويبستر، وكتاب الأمير الصغير، وكتاب عربة الأحلام، وإصدارات توماس هاردي، وغيرهم الكثير.

 

 

 

 

 

 

إحياء أدب الرسائل والمافيا

ومن خلال تجربة عصرية اختار الدكتور شادي عدلي أن يجعل من أدب الرسائل الركيزة الأساسية في سرده لرواية “ويحدث أن نبكي عشقاً”؛ شاركته التجربة الكاتبة المبدعة رضوى جاويش؛ في رحلة أدبية تدوروقائعها في ذاكرة المكان وحيثياته، كذلك تم طرح تناول جديد لأدب المافيا من خلال سلسلة أسرار خلف أسوار القصور، للكاتبة المتجددة “نور مراد”، والتي دأبت على استمرار تجربتها الروائية من خلال ثلاث روايات جديدة (دموع الزمرد، وطلاسم الزئبق، وعوالم الزيف)والتي سيتم تطرحها ورقيا في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

 

 

 

 

وللدراما الاجتماعية حظ وفير لدى إبداع 

من أهم ما تتميز به إبداع خلال السنوات الخمس الماضية اهتمامها الكبير بالدراما الاجتماعية ونجحت في اعتلاء الريادة في هذا الصنف الأدبي الهام، وهذا العام تشارك الكاتبة ريما معتوق مع القراء تجربتها الروائية من خلال ” قتيلة السابعة مساء” التي تدور أحدثها في ظروف غامضة لا تخلو من عنصر المفاجأة والتشويق؛ حيث تحاول بطلة القصة إثارة مجموعة من القضايا المبهمة بعد وفاة ابنتها، وتنجح في استدراج شغف محبي المغامرة حتى النهاية.

 

 

 

 

وعلى خلاف ما سبق ذكره من روايات؛ تسعى الكاتبة وسام الأشقر من خلال طرحها للجزء الثانيمن رواية الحبيسة؛ والذي حمل اسم “قيود حرة” إلى تسليط الضوء على دراما اجتماعية تدور أحدثها في إطار اجتماعي مبني على المعتقدات الخاطئة والثأر، حيث تحرك تلك المعتقدات أبطال الرواية، وتصنع من تفاصيل حياتهم مشهدًا تراجيديًّا في نهاية الرواية، إلى جانب طرحها لرواية “ابن الحشاش”

 

 

 

 

وفي نفس الإطار تقدم الكاتبة “مورا أسامة” صورًا اجتماعية أدبية للصراعات النفسية الناتجة عن غياب عدالة التنشئة الاجتماعية، والتمييز المبني على الجنس؛ فما هو متاح للرجال ممنوع على النساء، من خلال طرحها لرواية ” ما بين الحب والعقاب ” ورواية ” أسيرة ظله”.

 

 

 

وفي تجربة متميزة تطرح الكاتبة آية سمير فانتازيا اجتماعية تناقش قضية الصراع المذهبي الديني خلال فترة القرون الوسطى؛ حيث تتطرق لتناسخ الأرواح،والإسقاط النجمي، والتواصل الروحي، إذ تسلط القصة الضوء على فارس من فرسان جيش صلاح الدين الأيوبي؛ والذي يُكلف في مهمة فدائية عند حركة الحشاشين، وتتصاعد الأحداث لتخبرنا عن كامل أحداث الرواية.

 

 

 

إن أبرز ما يميز مشاركة إبداع هذا العام ذلك التنوع الكبير الذي نتج عن عشر سنوات من المجهود الثقافي، والمحاولات المستمرة لاعتلاء مقام الريادة في سوق النشر، مما أكسب إبداع مكانة كبيرة ورصيدًا ضخمًا لدى قاعدة كبيرة من القراء في العالم العربي.