كيف تتخلص من الإحباط والفشل وتصل لهدفك؟
كتب: أنور العواضي
وحده التخلص من الإحباط، يجعلنا نقاوم الفشل، ونَدحُر اليأس، والملل؛ لنستعيد شغفنا ورغباتنا ونُحقق أهدافنا بحياتنا، بعيدًا عن المُحبطين.
تجارب فاشلة:
عندما يمر الإنسان بتجارب فاشلة وبائسة، فإن هذه التجارب، تشعره أنه ليس يمقدوره أن يحقق هدفه، ولا يستطيع أن يتسلق إلى غاياتة، رغم أن الفشل، هو أفضل الطرق التي تجعل الإنسان متقنًا ومحترفًا، بل وتصقل مهاراته وتمكنه من الخروج إلى سوق العمل بثقة عالية وبخبرة واسعة؛
إذ أن المحاولة بعد الفشل، صفة من صفات العظماء، والأذكياء، الذين حققوا نجاحات مُبهرة نهضت بالعالم ونفعت الأمم.
وإنك لو قلبت صفحات التاريخ لوجدت
أن “توماس أديسون” لم يصنع المصباح إلا بعد أن حاول عشرة آلاف مرة، والتي استطاع بعدها أن يضيء كل قُرى ومدن العالم.!
نعم، إن تكرار المحاولات، من أجل تحقيق الأهداف والغايات والوصول إليها، هو أمرٌ مطلوب، مِن كل مَن يريد أن يحقق إنجازًا يُسعد به في حياته، ويُذْكِّر به بعد مماته، فلا تيأس بدواعي الفشل، وحاول ثم حاول مهما سقطت.
التخلص من اليأس:
يعتبر اليأس من أوحش الزنازن المظلمة، وأفجع القيود التي تكبل إرادة الإنسان وعزيمتة،
فإذا أردت الهروب من هذه الزَنزانه، ابتعد عن الماضي وقرائة صفحاتهِ المزعجة، لأن للحاضر صفحات جديدة، وأماكن مختلفة، وأدوات حديثة،
ولحظات متميزة، فأنت باليأس تصبح غير قادر على نفع نفسك ومجتمعك، “يا أيها الذين آمنوا لا تقنطوا من رحمة الله”.
استمر نوح عليه السلام، يدعو قومة تسمعئة وخمسين سنة، ولم يؤمنوا؛ فألهمه الله أن يصنع السفينة، وعندما كانوا يمرون به وهو يصنعها في الصحراء، يسخرون منه، ولكنه لم يلتفت إليهم ولم يهتم بكلامِهم ، لأنه يعلم إنها سفينة النجاة، واستمر حتى أكمل مهمته.
تجاهل الآخرين تنجح:
عدم الاهتمام بكلام الآخرين، له أهمية بالغة في تحقيق المُراد، لذا لا تسمح لأحد أن يغير قراراتك لطالما أنت مؤمن بها، بل ويجب أن تدافع عنها
أمام الساخرين، ولا تضعف، واصنع سفينتك وابحر بها في بحر شغفك، وهواياتك، وإبداعاتك، ولا يُحبطك أحد، فالبعض لن يرضى عنك إلا إذا تنازلت عن قدراتك، ومواهبك، فخُذْ عهدًا على نفسك من اليوم أن لا تسمح لأحد بهذا.
إن أكثر إحباطنا يكون مصدره غالبًا خارجي، وليس نابعًا من الداخل، فعندما نعتقد ونتبرمج ونصدق كلام الآخرين، نصبح بعيدًا عن ذواتنا، عن واقعنا، وعن سعادتنا، وأهدافنا… وهذا أمرٌ خاطئ؛ لأننا نرضى بتجارب الآخرين ونتنازل عن تجاربنا الخاصة، والواقع أن لكل إنسان تجربة، وأداء، وعزم، ومهارة، يختلف بها عن الآخر.
فمثلًا بعد أن نتخرج من الثانوية يكون المجتمع قد رسم لنا أن هذا التخصص أو ذاك تتوفر فيه فُرص وظيفية، وبالتالي نلتحق بتخصصات ليس لدينا شغف فيها، وهذا حتمًا يقودنا إلى الإحباط في نهاية المطاف؛
والأكثر من هذا، أن يتخرج الطالب من الجامعة بشهادة، ويرى الذين سبقوه في التخرج لم يحصلوا على وظائف، لا سيما إذا كانت الوظائف في وطنه تُمنح عن طريق الوساطات والمُحابة، وهذا ما يجعله يُصاب بالمملل، والكلل الكبيرين.
أنت تستطيع توجد وظيفة:
حقيقةً إن مصطلح التوظيف بالوساطات والمُحابة، أصبح من نافلة القول، وبات وهمًا بَعد التقدم التقني الهائل، الذي وفَّر الفرصَ عن بُعد للجميع، التي جعلت مسافة الحصول على عمل متسواية بين ابن الوزير، وابن الفقير، وألغت المُفاضلات بشكل كبير.
بحسب دراسة أجرتها Nition في العام 2018 فإن 41.8 مليون شخص في الولايات المتحدة، يعملون عن بعد، أي ما يقارب 11٪ من المنخرطين في سوق العمل.
اعرف نفسك مَن أنت؟:
أنت جزءًا مقدس بهذه الحياة، تستطيع أن تصنع علامة فارقة ليس في حياتك فحسب، بل بالعالم كله أيضًا؛ لأنك خُلقت في أحسن تقويم ووُلّيت عِمارة الأرض، أنت أكبر من أن تشعرَ بالذنب؛ لأنك فشلت في مقابلة وظيفية، أنت أعظم من أن تنكسر؛ لأنك طُردت من عملٍ ما، أنت أقوى من أن تُحدد البشر، ذكاءاتك، وخبراتك، ومهاراتك…؛ لأن الظروف غالبًا وليس أحيانًا، تجعلنا نظهُر بدون المستوى؛ لذا لا تسمح لأحد أن يقول لك، أنت لا تقدر، أو أنت شخص غير مناسب، أو ليس لديك كفاءة…
لا تتوقف، لعل المحنة منحة:
ليست كل الخيبات مِحن فبعض الخيبات مِنح، لبدايات مشرقة وقوية.
ذهب “جان كوم” في العام 2008
يبحث عن عمل في شركة فيسبوك، فرُفضَ ولم يُقبل، فاخترع تطبيق الوتساب، وباعه على الشريكة التي رفضته بـ 19 مليار دولار في العام 2014
لحظة واحدة، وعام واحد من عُمرك التي تضيعه، قادر أن تختصر به الزمن وتغير بها المكان، وتصنع بها علامة رفيعة في حياتك،
فقط حاول بعزيمة، وأديسون، وفكر بذكاء كنيوتن، واعمل بنشاط وتجاهل المُحبطين والمثبطين، وانطلق نحو أهدافك، واجعل إنجازاتك تتحدث عنك فأنت قوي، وتستطيع أن تصل مهما كان الأمر شاقًا، والدرب متقطعًا، والظروف صعبة.
قال الشاعر:
وإني وإن كنت الأخير زمانهِ……… لآتٍ بما لم تستطعه الاوئلِ.