كان عليه الصلاة والسلام أعدل الناس، لا يأكل حق أحد، يحكم بشرع الله، ويقيم حدوده، ولو كان على أقرب الناس اليه.

وفي هذا المقال سنحكي جزءا بسيطا من أخلاق نبينا ورسولنا (محمد صلي الله عليه وسلم).

 

مرة دخل على النبي عليه الصلاة والسلام رجلاً ، فارتجف من هيبته ، فقال له النبي / (هوِّن عليك ، فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة) .

 

ومرة دخل عليه سيدنا عمر وقد اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير ، فأثر على خده الشريف ، فبكى عمر .

 

قال النبي / يا عمر ، ما يُبكيك ؟

قال / كِسرى ملك الفُرس ينام على الحرير ، وأنت يا رسول الله تنام على الحصير؟

 

فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم

 

قال/ يا عمر ، إنما هي نُبوّة وليست مُلكاً

 

‫(صلوات ربي وسلامه عليك ياحبيبي يارسول الله)

 

لم يؤذِ النبي أحد في المدينة المنورة كما أذاه (أبي بن سلول).

 

خذله يوم أحد إذ عاد بالجيش، وخذله أيام الخندق عندما انسحب فجأة ومضى يوهن عزيمة الناس في جو ملئ بالخوف والبرد والقلق.

 

سبه علانية أمام الناس، قبل أن يفعل فعلته الشنيعة بالتطاول على شرف حبيبته عائشة .

 

لم ير النبي كل هذا، كل ما رآه وأحزنه هو عبدالله بن عبدالله بن أبي سلول، ابن المنافق الذي أسلم وأتبع النبي بحب، كان فؤاد الرجل يتقطع بين حبه لأبيه، وحبه لنبيه والنبي يرى ذلك ويحزن له.

 

جاء الإبن يوماً ليخبر النبي بشيء، إنه جاهز لقتل الأب لو أمره الرسول، وحجته أنه لن يسمح لأحد أن يمس أباه وسينتقم منه، وعليه إن كانت النية متجهة لتصفية الرجل الذي شتم النبي وخاض في عرضه فهو أولى الناس بذلك.

ربت نبينا على كتف صاحبه وقال له (بل أحسن صحبته) ووصاه ببر أبيه عدوه.

 

ثم مات العدو، وجاء الصاحب للنبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه رداءه كي يكفن فيه أباه.

فأعطاه النبي الرداء، فزاد طمع الإبن وطلب منه أن يصلي عليه فوافق النبي

 

النبي يعرف جيداً بنص القرآن أن صلاته واستغفاره لن تفيد، ومع ذلك وافق، وذهب ليصلي على عدوه جبراً لخاطر صاحبه.

 

وقف الناس في حيرة ودهشة، عمر كالعادة لم يسكت، اعترض، حاول إثناء النبي، ونبينا ماضٍ إلى المحراب حتى وقف أمام جثمان الرجل الذي طالما آذاه وسلقه بلسانه، صلى عليه واستغفر الله، وجاء القرآن الكريم ليستدرك على النبي هذا (النبل الأسطوري).

 

لأنه جابر للخواطر، لأنه يرمي خلف ظهره حسابات الناس، لأنه رجل تلهث العظمة خلفه كي تصل إلى أبعاد نبله ورقيه.

 

عندما أسلم عكرمة بن أبي جهل أصدر النبي فرمان بألا يذكر أحد أبوجهل بسوء حتى لا يؤذي مشاعر الإبن .

 

يد الرجل الحانية لم تترك فؤاداً إلا وطمأنته.وكل هذا قراناه من كتب سيرة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

إنه كما قال تعالى في كتابه الكريم .

إنك( لعلي خلق عظيم ).

أحمد سالم الملواني

كاتب صحفي ورئيس مجلس الادارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات