حيث يوفر الميتافيرس لمستخدميه تجربة رقمية ثلاثية الأبعاد ، ويجمع بين العالم المادي والعالم الافتراضي، فى أوائل تسعينات القرن الماضى وصف نيل ستيفنسون كلمة metaverse في روايته للخيال العلمي “Snow Crash” أنها مستقبلًا بائسًا للقرن الحادي والعشرين كوسيلة للناس للهروب من واقعهم تمامًا حيث يتفاعل البشر كأفاتار قابلة للبرمجة مع بعضهم البعض ومع وكلاء برمجيات في فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد يستخدم كبديل العالم الحقيقي.

 

 

ف اليك عزيزى القارئ ما يعينه الميتافيرس فى عالمنا الحالى سوف نكتشف سويا أن “Metaverse” يعبر عن منصة حوسبية توفر تجارب رقمية كبديل أو نسخة طبق الأصل من العالم الحقيقي ، جنبًا إلى جنب مع الجوانب الحضارية الرئيسية مثل التفاعلات الاجتماعية والعملة والتجارة والاقتصاد والملكية تأسس على أساس صلب من تكنولوجيا ال “Blockchain” فهو عالم افتراضي مشترك مملوك لمستخدميه مع الواقع الإفتراضى.

 

 

 

 

فلك أن تتخيل أننا أصبحنا فى عالمًا افتراضيًا يعيش فيه مليارات الأشخاص يعملون يتسوقون يتعلمون يتفاعلون مع بعضهم البعض. فنخطو سويا إلى هذا العالم من خلال نافذة شاشات الكمبيوتر و شاشات الموبايل الذكى التي نستخدمها بشكل يومى للعبور إلى بوابات لعالم افتراضي ثلاثي الأبعاد ملموس مثل الحياة الواقعية تماما بل أكبر وأفضل بالنسبة للبعض منا حيث تنتقل النسخ الرقمية الخاصة بنا أو الصور الرمزية من تجربة إلى أخرى وتأخذ معنا حواسنا و هوياتنا وأموالنا فى واقع معزز مليئ بالكثير من الإنفعالات التى نخشى أن تظهر فى الواقع فنبحر فيه بجميع حواسنا و ردود أفعالنا التى نخفيها عن الأخرين نختبئ به خلف ما يسمى بمشاركة المحتويات التى تعبر عن داخلنا الواقعى و التى تخشى مواجهة الواقع.

 

 

 

بالنهاية يكمن “Metaverse” هو رؤية لما يعتقده الكثيرون مساحة افتراضية ثلاثية الأبعاد فردية ومشتركة وغامرة وثابتة حيث يعيش البشر بطرق لا يمكنهم العيش بها في العالم الحقيقى.

 

 

 

 

هيا بنا ننتقل إلى الأهم و هو كيف يعمل ميتافيرس؟ قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن تعرف عزيزى القارئ أنه لا يوجد اتفاق يذكر حول كيفية عمله. فبشكل عام فإن ميتافيرس عبارة عن نظام رقمي مبني على أنواع مختلفة من التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد وبرامج التعاون في الوقت الفعلي وأدوات التمويل اللامركزية القائمة على “blockchain”.

 

 

 

لذلك هناك عوامل هامة يجب أن تؤخذ فى الإعتبار مثل درجة قابلية أنظمة التشغيل بين العوالم الافتراضية وإمكانية نقل البيانات والحوكمة وواجهات المستخدم على كيفية عمل ميتافيرس. يبقى ميتافيرس مجالًا مفتوحا للتطبيقات المتخصصة التي يستخدمها البعض منا للترفيه والألعاب لكنهم يتوقفون تمامًا عن الواقع الافتراضي الشامل. و يمكن أن يتم التحكم في “Metaverse” بواسطة أنظمة التشغيل على سبيل المثال عوالم تعريف “Apple” و “Android”. تعد “Metaverse” مساحة متغيرة ومفتوحة وقابلة للتشغيل تشبه إلى حد كبير الإنترنت ولكن ثلاثية الأبعاد.

 

 

أصبحت “Metaverse” كلمة مألوفة عندما أعاد Facebook تسمية هويته المؤسسية إلى “Meta” في أكتوبر 2021 وأعلن عن خطط للاستثمارفي هذا المفهوم في ذلك العام. كما يوجود فى الوقت العديد من التجارب الشبيهة بالميتافيرس التي تقدمها منصات الألعاب مثل “Roblox” و “Decentraland” و “Minecraft” من خلال المتصفحات أو الأجهزة المحمولة واتصال سريع بالإنترنت. لذا يمكن أن نصل بالميتافيرس بأنه التطور الحتمي للإنترنت… فهل يكمن مفهوم الميتافيرس فى كونه الهروب من الواقع الحقيقى إلى الواقع الإفتراضى الذى ينسينا ما نمر به من صراعات فى عالمنا المادى ….

أحمد سالم الملواني

كاتب صحفي ورئيس مجلس الادارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات