بريد القراء

وقوع الجمل وإنهيار معنويات الجيش بقلم محمد الدكروري

 

لقد ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية أنه لما وقع الجمل في المعركة الشهيرة بموقعة الجمل للثأر من قتلة عثمان بن عفان فقد انهارت معنويات جيش أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وبدأ الناس يفرون، وأصبح النصر في جانب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورُشق هودج السيدة عائشة رضي الله عنها، قبل أن يسقط بالرماح من كل جانب حتى أصبح مثل القنفذ كما يقول الرواة، ويأمر علي رضي الله عنه الناس بالكف عن ضرب الهودج بالسهام، والسهام لا تفرق بين الجمل، والهودج منها ما يرمي به أهل الفتنة، ومنها ما هو غير مقصود، واجتمع المسلمون على هودج السيدة عائشة، فرفعوه من على الجمل المعقور ووضعوه على الأرض، وأمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 

 

 

 

 

 

أن تنصب على الهودج قبّة، فنصبت عليه خيمة حتى يُحفظ سترها رضي الله عنها، وجاءها أخوها محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان مشاركا في حصار عثمان رضي الله عنه، لكنه تاب، وندم، وبكى، وعاد إلى صف المسلمين وحاول أن يرد القتلة بسيفه عن عثمان رضي الله عنه، لكنه لم يستطع، وبعد ذلك بايع علي رضي الله عنه، وها هو الآن يقاتل في صف علي رضي الله عنه، فقال للسيدة عائشة رضي الله عنها هل وصل إليك شيء من الجراح فقالت له لا، وما أنت بذاك، مما يدل على عدم رضاها عنه لما فعله ابتداء في حق عثمان رضي الله عنه، ثم جاء عمار بن ياسر رضي الله عنه وكان عمره يومئذ تسعين سنة بينما كان عمر السيدة عائشة رضي الله عنها أربعا وأربعين، أو خمسا وأربعين سنة. 

 

 

 

فقال لها رضي الله عنه كيف أنتي يا أم؟ فقالت لست لك بأم ، فقال بلى، أمي وإن كرهتي، وجاء إليها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسلما، وسائلا فقال كيف أنت يا أم؟ فقالت بخير، فقال يغفر الله لكي وفي رواية فقالت ولك، وجاء وجوه الناس من الأمراء والأعيان من جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسلمون على أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، فما زالوا يعظمون هذه السيدة التي هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها حتى نهاية المعركة كانت على يقين تام، بعد اجتهادها، أنها على الحق، وكانت أعلم الناس، وأكثر الناس رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي هريرة رضي الله عنه، وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول. 

 

 

 

 

كان إذا أشكل علينا حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدنا عند عائشة علما من كل حديث وقد كانت رضي الله عنها أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته، فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال عائشه، فقلت من الرجال؟ فقال أبوها، قلت ثم من؟ قال ثم عمر بن الخطاب، فعد رجالا” رواه البخارى ومسلم، وبعد أن انتهت المعركة أدركت أنها كانت على خطأ، وندمت على قدومها، وكانت بعد ذلك كلما ذُكرت موقعة الجمل، بكت، وتمنت لو أنها قد ماتت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.

 

بقلم محمد الدكروري

أحمد سالم الملواني

كاتب صحفي ورئيس مجلس الادارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات