المرأة العربية تتحصن بالابتكار والإبداع وتعتلي بها منصات الرياضات النسائية
الابتكار والإبداع مرادفان يسيران معا في مختلف المجالات التي تمتلء بها أركان الحياة بكل ما فيها من تنافسية على المستوى الرياضي والثقافي والإنساني أيضا، لذلك فإن المرأة العربية كانت المثال الحي على مر السنين في إرساء قواعد الإبداع والابتكار لما تمتلكه من قدرات خاصة بداية من الأسرة وانطلاقا إلى مجالات العمل كافة
كتبت : هند حامد
-الابتكار والإبداع مرادفان يسيران معا في مختلف المجالات التي تمتلء بها أركان الحياة بكل ما فيها من تنافسية على المستوى الرياضي والثقافي والإنساني أيضا، لذلك فإن المرأة العربية كانت المثال الحي على مر السنين في إرساء قواعد الإبداع والابتكار لما تمتلكه من قدرات خاصة بداية من الأسرة وانطلاقا إلى مجالات العمل كافة حيث برزت المرأة في كثير من مجالات العمل وأبدعت في مختلف الهوايات، وفي مجال الألعاب الرياضية على وجه الخصوص استطاعت أن تفرض حضورها المميز عبر تحقيق البطولات العالمية.
وتعد نفيسة الغمراوي، نموذجا مضيئا تزخر سيرتها ومسيرتها بالتجارب والنجاحات التي تؤهلها أن تعتلي منصات التتويج منذ أن كانت لاعبة سباحة وهوكي وألعاب قوى، خاصة أنها أول فتاة تشكل فريق نسائي لكرة السلة بالنادي الأهلي، وأول سيدة تتولى منصب عميد كلية التربية الرياضية وتعلمت الطيران في منتصف «الثلاثينات» في وقت قياسي.
الغمراوي كانت ثاني مصرية تحترف الطيران بعد «لطيفة النادي»، حيث اتجهت للسباحة للمسافات الطويلة في عام 1938 قامت بالسباحة من دمياط إلى رأس البر (14 كم) في ثماني ساعات فقط.
وفي الفترة من 1936 إلى 1949 تولت التدريس بقسم التربية الرياضية، وعقب إنشاء المعهد العالي للتربية الرياضية بنات عام 1947 أصبحت «نفيسة» أول عميدة له في الفترة من 1949 إلى 1972، ومثلت مصر في العديد من المؤتمرات العلمية والرياضية سواء داخل مصر أو خارجها.
حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة الزقازيق عام 1989، وقدمت عدة مؤلفات ونالت العديد من الأوسمة تقديراً لدورها الرائد
كل ذلك يفرض حتمية التعرف على مفهوم الابتكار والتوقف عنده قليلا بالتفكير والفحص في سياق خارج الصندوق، خاصة عند الحديث عن المرأة العربية ودورها في النظر إلى الأشياء من منظور مختلف وإعادة تقديمها بشكل مختلف ومبتكر، فالابتكار والإبداع لدى المرأة العربية من سمات الشخصية القيادية، لأنها تمتلك تلك الأدوات بفطرة ربانية وتجارب حياتية خالصة ما ساعدها على الارتقاء بشكل استثنائي لتعزيز المهارات القيادية لديها وقيادة أي فريق بنجاح.
وأخيرًا تنطوي الرياضات النسائية على مفاتيح القوة والتحدي والتميز، فهي ليست مجرد مجال لممارسة النشاط البدني، بل هي أداة لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الذات، بمزيج من الإرادة والتفاني، يمكن للنساء أن يصبحن أبطالاً في ميادينهم الرياضية، مساهماتهم تعزز الاحترام والتقدير، وتعكس قوة الإرادة والعزيمة التي تتحقق في كل امرأة تسعى لتحقيق أهدافها بكل قوة وإصرار.