كتبت : بسمة حسن

حركة الأفروسنتريك هي منظمة عالمية، ظهرت في عشرينيات القرن الماضي، وتتمركز بشكل خاص داخل الولايات المتحدة، وتحديدًا بين الأمريكيين من أصل إفريقي، كما أنها منتشرة بشكل قوي بين المجتمعات الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وبين الأقليات في شمال إفريقيا بمعنى أن الأفروسينترية، أو المركزية الإفريقية، هي علي خلاف إسمها فهي لا تتمركز حول أفريقيا، و لكنها تتمركز فقط وحصريا حول سود إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فالاسم الأجدر بها هو ال black-centrism أو المركزية السوداء.

 

‏الحركة المركزية السوداء بدأت خمسينيات القرن الماضي علي يد الشيخ أنتا ديوب الذي كان يقول أن كل المنجزات الحضارية الأوروبية يمكن إرجاع أصلها إلي مصر القديمة لكن فى حقيقة الأمر فهذا الرجل يرى أن المصريين الحاليين دخلاء محتلين للقارة الأفريقية حيث تزعم هذه الحركة أن الموريين (moors) الذين فتحوا الأندلس هم أيضا كانوا سود “مع العلم أن حسب المصادر الإسلامية طارق ابن زياد كان أشقر”.

 

لم تنته مزاعم الأفروسنتريك إلى ذلك بل ادعوا أن موسي وعيسي كانوا سود، بل ومنهم من يزعم أن النبي محمد كان أسود أيضا و أصبح الاعتقاد بعيسي أسود هو الشائع عندهم، بل أن هناك كتبا ألفوها عن “رسل الله السود” 

وأكثر من ذلك بل دخلوا المتحف المصرى لشرح الحضارة المصرية واصولها الافريقية من خلال ما يدعى البروفسير” كابا ” وعندما اعترض المرشدين والغير ين على وطنهم وحضارتهم نشروا ما الواقعة بالصور والتى تداولت صفحات اغلب المصريين على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى مما اثير غضب جموع المصريين عما يحدث من اختراق تاريخ وحضارة وطنهم 

 

إلا وأن الأمر لم يتوقف عند واقعة شرح ” كابا’ لمجموعة من طلابه الافارقة عند المتحف المصرى بل استكمل بر نامجه المزعم بأنه سياحى لليوم الثانى ” صباح يوم الخميس الماضى” لمعابد الأقصر لمجموعة تضم أكثر من ٦٠ فردا من طلابه ” السود” وبنفس الشرح الذى تعدى ” البجاحة” فى تزييف التاريخ ونسبه للأصول الأفريقية وأن مصر بلادهم وسينتهى هذا التزييف باستعادتها لاصولها الافارقة إلا وأن الامن وشرطة السياحة حاوطت مجموعة “كابا ” والا تعرف من هم وماذا يقولون وبشهود عيان من مرشدين مصريين اكدوا لنا أن “كابا” تعدى فى شرحه لأكثر من سائح وهو مايخالف القانون المصرى خاصة وأنه لايجوز شرح اجنبى او دخوله المناطق الاثرية دون تصريح مسبق واخطار من الغرفة وشرطة السياحة والغريب أيضا أن “كابا” كان يحمل ميكروفون وهو يعد مخالفا وكان يجب ان تتحرك الجهات الامنيه لمصادرته إلا وان ” كابا” ومرافقيه أكدوا لهم أنهم سائحين فقط 

وطالب مرشدى السياحة والعاملين بالقطاع السياحى بأكمله وعلى صفحات جموع المصريين بترحيل اى متعدى على وطنهم وحضارتهم وكان من المفترض توقف ” كابا” عن زيارته لاى كناطق أثربة عقب زيارته للمتحف المصرى

 

ومن جهته أكد الدكتور أيمن وزيري رئيس اتحاد الأثريين المصريين إلى أن الحضارة المصرية القديمة راسخة البنيان ، ثابتة المعالم والأركان؛ فمصر كانت ومازالت مهدا للحضارة وستظل كذلك إلى يوم الدين .

 

وأوضح أن المصريين والمتخصصين في علم المصريات بصفة خاصة، أن العلم الوحيد الذي يسمى نسبة إلى مصر والحضارة المصرية فكان اسمه Egyptology، كما إن الظاهرة الوحيدة المقرونة بالهوس سميت Egytomania دلالة على الهوس بالحضارة المصرية ومجالات علم المصريات.

ونشر د. وزيري على صفحته الرسمية على فيس بوك عددا من الصور توضح زيف وإدعاءات ما يردده الأفروسنتريك

 

كان بروفيسور أمريكي من “الأفروسنتريك” قد قام برفقة مجموعة من طلابه مؤخراً بزيارة الأهرامات والمتحف المصري بالتحرير وقام بشرح نظرية الأفروسنتريك دون أن يحمل ترخيص مزاولة المهنة من وزاة السياحة والآثار والتي تشترط أن يكون المرشد السياحي مصري من أبوين مصريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات