الواقعة تعود الى مشكلة حدثت مع سائحة فرنسية ولحسن حظنا المعتاد إنها تعمل فى مجال المحاماة السائحة الفرنسية جاءت إلى مصر لتستمع بحضارة أجدادنا فى رحلة إلى مدينتي الأقصر وأسوان ولأنها مثلها مثل سكان كوكب الأرض كلة لديها شغف وحب للآثار المصرية أشترت تمثال فرعوني كتذكار تزين به مكتبها فى فرنسا وليكون بمثابة دعاية مجانية للسياحة المصرية ولكن “لعنة الفراعنة الأمنية ” يجب أن يكون لها رد فعل يبهر الجميع كما هو المعتاد من أحفاد الفراعنة الآن على كافة المستويات.

 

 

 

 

السيد أمين شرطة المطار الجالس على شاشة التفتيش الالكتروني إشتبة بجسم غريب بحقيبة السيدة الفرنسية وبالتالي أتخذ الإجراءات اللازمة تجاه ذلك وأبلغ السادة المسؤولين الذين تحفظوا على السيدة بأحد الجهات الأمنية وأضاعوا عليها موعد الطائرة وسط توسلات عديدة من جانب شركة السياحة التابعة لها السائحة ولكن هيهات لعنة الأمن الفرعوني يجب أن تقوم باللازم وأستمر حجز السيدة الفرنسية لمدة أسبوع حتى جاء تقرير المعمل الجنائي الفرعوني وأثبت أن التمثال مزيف وأنه مجرد تمثال عادى يباع فى البازارات المختلفة بربوع محافظات مصر ولكن صناع هذا التمثال متميزون لدرجة أن التمثال يحاكي التماثيل الأصلية وهو شئ غير مرغوب فيه على الإطلاق لمصلحة السياحة المصرية بل يجب أن تكون الهدايا التذكارية التي تصنع لمحاكاة أعظم حضارة عرفتها البشرية مصنوعة من البلاستيك أو من عجوة البلح حتى لا نهدر وقت وجهد جهابزة الأمن بالمطارات المصرية.

 

 

 

 

وطبعاً السائحة الفرنسية التي قضت عطلة رائعة لن تنساها على الإطلاق ستحكى عنها لعائلتها وأصدقائها وأحفادها عن تجربتها المميزة فى الزنزانة المكيفة والمجهزة مع أكثر من سيدة أخرى محتجزين بتهم مختلفة .

 

 

 

 

وبعد تدخل السفارة الفرنسية للسماح بالعفو عن المواطنة الفرنسية تم ترحيل هذه السيدة الفرنسية على الفور من الأراضي المصرية مع التعهد بعدم عودتها إلى مصر مرة أخرى لأنها هى ومن على شاكلتها من السياح المحبين للثقافة والحضارة المصرية الذين يمنون النفس ويدخرون المال لقضاء عطلة سياحية فى مصر ينفقون خلالها بعض من الدولارات التى لا نحتاجها فى مصر لأننا دولة غنية ولدينا فائض من العملات الأجنبية يكفينا ويكفى الأجيال القادمة .

 

 

 

 

أحفاد الفراعنة القائمين على الأمن أفرجوا عن السيدة الفرنسية مع خطاب مزين يوصيها بعدم عودتها إلى مصر مرة أخرى لأنها قد تخطت المسموح لها كسائحة وأشترت هدية تذكارية من بازار مرخص يدفع الضرائب من داخل فندق معروف ومرخص من وزارة السياحة المصرية !!

 

 

 

 

وبالطبع يجب أن يكتمل التابلوة الإبداعي للمشهد الدرامي ولازم الجميع يضحك علشان الصورة تطلع حلوة ولأجل ذلك كله خرج علينا المتحدث الرسمي لوزارة السياحة المصرية الأستاذ أحمد يوسف فى تصريحات قوية بالصوت والصورة ليؤكد للجميع أن ما حدث للسائحة الفرنسية هو شي عادى ومقبول ويحدث فى “أحسن العائلات”
أقصد فى أحسن الدول ولا يجب أن يأخذ الموضوع أكبر من حجمة وأننا بتلك الطرق الأمنية المتميزة والمحفزة للنشاط السياحي نحافظ على ثروات البلد من الضياع !!

 

 

 

وأنا هنا أقول للمتحدث الرسمي بالوزارة وإلى السيد وزير السياحة وإلى كل مسؤول يهمة مصلحة البلد كفاكم عبثاً بعقولنا وبمستقبل السياحة المصرية.

المصيبة الأمنية السياحية فى مصر لا تقتصر على الهدايا والبرديات والتماثيل المقلدة والتى يعلم أى طفل عند رؤيتها ولمسها إنها مقلدة وغير حقيقية ولكن تكمن “لعنة الفراعنة الأمنية” والتى تحدثنا عنها مراراً وتكراراً وأرسلنا بها مذكرات وأقمنا عنها ندوات ومؤتمرات هى ما يحدث من تفتيش ذاتي للحقائب بالنقاط الأمنية المختلفة والتي تكون بطريقة غير حضارية للجميع مصرى أو أجنبي غير الإنتظار بالساعات للوفود الأجنبية داخل الباص للخروج فقط من المطار إلى الفندق المجاور للمطار وذلك لأن السيد أمين الشرطة لم يستوفى الأوراق الأمنية المطلوبة بعد و هذه مصيبة فى حد ذاتها لأن هذه الأوراق تكون مرسلة الى شرطة السياحة قبلها بساعات بل من الممكن أن نقول بأيام من خلال الشركة السياحية المنظمة والمسؤولة عن الوفد غير التفتيش الذاتي للمرشدين السياحيين داخل المعابد والمتاحف المصرية المختلفة على مرأى ومسمع من السياح وتلك المتاحف قد طورتها الدولة بملايين الجنيهات لكى تدر على البلاد العملة الصعبة!!

 

 

 

غير ذلك نجد بعض التجويد الأمني من السادة الأفاضل بعد أزمة العملة الأجنبية فى مصر.
أستجد أمنيآ منذ أيام قليلة بمنع المرشد من الاحتفاظ بأى عملات أجنبية بحوزتة وإلا سيتم تحرير قضية الإتجار بالعملة له رغم أنة يعمل مع وفود أجنبية ويبيع لهم الرحلات بالعملة الأجنبية كما هو المعتاد والطبيعي منذ سنوات.

 

 

 

 

موضوع “لعنة الفراعنة الأمني” مسلسل درامي مستمر منذ سنوات لم ولن ينتهي إلا إذا جلس السادة المسؤولين مع الخبراء الحقيقيين للسياحة لوضع روشتة علاج نهائية لهذا المرض الذى سيؤدى حتماً الى موت السياحة المصرية التى تحتضر بالفعل بسبب الكثير من المؤثرات السلبية الخارجية والداخلية.
اللهم بلغت اللهم فاشهد.

أحمد سالم الملواني

كاتب صحفي ورئيس مجلس الادارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات