قال الناقد رامي عبدالرازق إن فيلم «جولدا» حاول استغلال موضوع حرب أكتوبر في الترويج لصورة متوازنة للأيدلوجية البعيدة عن التطرف ظاهريًا، لكنها بها كل العناصر «المتطرفة» وبها رغبة في تأصيل شخصيات بعينها، ومنها شخصية جولدا مائير، رئيس وزراء إسرائيل السابقة، واللعب على وتر محاكمة الذات، والتأكيد على فكرة إسرائيلية مفادها «أننا لوحدنا ومحدش بيساعدنا» وفكرة «الكرامة» المتضخمة لدى الجانب الإسرائيلي، وذلك بدا واضحًا بجملة تقولها شخصية «جولدا» ضمن الفيلم: «هم الأمريكان مش عايزنا ننهزم، بس عايزنا ننتصر بأنف مكسور»، وهي فكرة كسر الأنف أو ذلة وهزيمة كرامته، والتي تعتبر الأنف المعقوف علامة أو رمز لدى اليهود في الثقافة العالمية

 

 

 

 

وتابع عبدالرازق لـ«العاصمة الآن » عن انتشار تداول الفيلم الإسرائيلي، ومقاطع منه مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات المختلفة خلال شهر أكتوبر الجاري: «فكرة اختزال المساعدات الأمريكية لإسرائيل وقت الحرب وتقديمها سينمائيًا في الفيلم بمرور 3 طائرات فقط فوق إسرائيل، أمر حمل بعض المخالفة لما حدث، خاصة مع ماهو معروف تاريخيا من إطلاق جسر جوي أمريكي إلى إسرائيل لدعمها وقتها

 

 

 

 

وحول الصورة الإنسانية التي حاول الفيلم تقديمها والترويج لها ولشخصية «جولدا»، أوضح الناقد رامي عبدالرازق: «لم يقدم الفيلم كيفية صعود جولدا مائير لمنصب رئيس الوزراء وكواليس إطاحتها وتدميرها لصديقها وزميل كفاحها (ديفيد بن جوريون)، إلى جانب ترميز (جولدا) بأنها أم إسرائيل، امرأة قوية وسط الرجال، وكشفه عن ضعفها بأنها أصيبت بالسرطان ولم تعلن ذلك حتى وفاتها في الولايات المتحدة».

 

 

 

 

وتابع «عبدالرازق» عن المشاهد الأرشيفية لجولدا مائير الحقيقية، وليست التمثيلية للممثلة هيلين ميرين، التي تم الاستعانة بها في الفيلم: «استدراك دعائي ماكر من صناع الفيلم، بجانب تقديم الفيلم جمل حوارية عن أن الجثث تعود أظافرها مخلوعة، فيه اتهامات بالسادية للعرب، خاصة أن (جولدا) أحد الأفلام التي تقدمها السينما العالمية والإسرائيلية، باعتبار مخرج الفيلم إسرائيلي الجنسية».

 

 

 

سخرية من فيلم «جولدا» على طريقة عادل إمام

 

أحمد سالم الملواني

كاتب صحفي ورئيس مجلس الادارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات