تَحَدّت ماسك وهاجمت إسرائيل.. “أنونيموس السُّودان” مَـن هُـم؟ وماذا يُريدون؟
كتبت//مرفت عبدالقادر احمد
عادت مجموعة “أنونيموس السودان” إلى واجهة الأحداث مرةً أخرى بعد تبنِّيها مسؤولية تعطيل إحدى شبكات الاتصالات الرئيسية في إسرائيل فجر يوم الخميس.
ولم تكن المرة الأولى لمجموعة القرصنة الإلكترونية المذكورة، داخل إسرائيل، فقد تمكّنت من اختراق مواقع لمصارف شهيرة وجامعات، كما اخترقت موقع جهاز الموساد نفسه.
تلك العمليات غير المسبوقة، فتحت الباب واسعاً أمام التساؤلات عن مَـن هم مجموعة “أنونيموس السودان” وماذا يريدون؟! خاصّة أنّ عمليات الاختراق والقرصنة التي نفّذتها المجموعة لم تقتصر على إسرائيل فحسب، إنما طالت منظمات ودولاً كبرى، حيث نجحت مجموعة “أنونيموس السودان” منذ ظهورها في يناير العام الماضي في تعطيل خدمات العشرات من المنظمات.
كما وقعت عدة مواقع حكومية بفرنسا ونيجيريا وكينيا والولايات المتحدة الأميركية ضحايا لقراصنة “أنونيموس السودان”.
قناع “جاي فوكس”!
وزير الاتصالات والتحول الرقمي الأسبق بالسودان هاشم حسب الرسول قال لـ”العربية.نت”: “القراصنة السودانيون هم مجموعة من المحترفين في الأمن السيبراني، يتخذون قناع جاي فوكس شعاراً لهم، ويقومون بهجمات سيبرانيّة على العديد من المواقع بأهداف غالباً مُعلنة”.
ورداً على سؤال لـ”العربية.نت” إن كانت المجموعة المعروفة باسم “أنونيموس السودان” سُودانيين أم لا، قال لـ”العربية.نت”: “لا يمكن النفي أو الإثبات بأنهم سُودانيون أم لا. لكن من واقع خبرتي العملية في السودان، الكثير من المهندسين السودانيين في هذا المجال أفذاذٌ ولهم مقدراتٌ عاليةٌ وبإمكانهم عمل الكثير”.
وأنهى هاشم حديثه لـ”العربية.نت” قائلاً: (مجال الأمن السيبراني أصبح الآن من المجالات الأكثر أهميةً، ولدينا خبرات وقدرات بشرية هائلة في السودان في هذا المجال بدون شك يمكن الاستفاده منهم إيجابياً إذا وفّـرت الدولة لهم المناخ المُناسب واحتوتهم”.
إنّهم سُودانيون!
في المُقابل، أكد الوليد صديق أحد مهندسي نظم المعلومات والحاسوب بالسودان لـ”العربية.نت” أنّ قراصنة “أنونيموس السودان” سودانيون اتخذوا من مسألة القرصنة الإلكترونية أداةً للنضال ضد الأنظمة والحكومات المُستبدة كما يؤكدون، وهذا لا ينفي أن البعض يتعامل معها كنوعٍ من إشباع الرغبات أو المُغامرة والهواية، ومنهم من يتّخذها وسيلة لجذب انتباه الإدارة الأميركية لأغراض خفية أو غير مُعلنة”، ودلّل على زعمه بأنّ أعضاء المجموعة احتفلوا في يونيو الماضي، عندما أصدرت هيئة الأمن الإلكتروني الأميركية تحذيراً رسمياً بشأن موجة من الهجمات ضد المنظمات الأمريكية، والتي حذّرت من أنها “يمكن أن تكلف المنظمات الوقت والمال وقد تؤثر على السُّمعة، حيث لا يمكن الوصول إلى الموارد والخدمات”!.
كذلك أوضح المهندس الوليد أنّ المجموعة السودانية اتخذت نفس اسم المجموعة العالمية للاستفادة من ذيوع صيتها وقوة تأثيرها على الأنظمة والحكومات، وأضاف: “في الغالب يوجد ثمة ارتباط بين المجموعتين وربما تواصل وتنسيق في بعض الأحيان”، مؤكداً أنّ الغالبية العُظمى من أعضاء مجموعة “أنونيموس السودان” خريجي كليات الحاسوب أو علوم ذات صلة بالبرمجيات، لافتاً أنّ أعضاء المجموعة قدراتهم متباينة، إلَّا أنّ كل مجموعات القراصنة تمثل مجموعات متعاونة يرفع أعضاؤها من قُـدرات بعضهم البعض.
لسنا روساً!
إلى ذلك، أوضح خبير الاتصالات عمار حمودة لـ”العربية.نت” أن مجموعة “أنونيموس سودان” في أفضل تعريفاتها، مجموعة مخترقين أخلاقيين – حسب مُعتقدهم – تسعى لنصرة مجموعة معينة من القيم.
أما في أسوأ حالاتها، فهي مجموعة صورية لجهات ذات مقدرات أكبر تتخفّى أو تستفيد من واجهة سودان أنونيموس، وذكر أنّ التهكير بشقّيه الأخلاقي وغير الأخلاقي، يتبع نفس الأسلوب في الهجمات السيبرانية على مواقع يتم تصنيفها بأنها عدو، أو يتم استهدافها بغرض الابتزاز المالي أو السياسي.
ويلمح عمار إلى أنّ هناك ارتباطاً واتهامات وقرائن أحوال تربط المجموعة المذكورة بجماعات روسية متخصصة في القرينة الرقمية.
إلّا أنّ أحد أفراد المجموعة نفى بشدة الاتهامات الرائجة في عالم الأمن السيبراني بأنهم وحدة عسكرية إلكترونية روسية، متخفية بهيئة مجموعة قرصنة أجنبية، وأنها مجرد غطاء لهجمات سيبرانية موالية لروسيا، مؤكداً في مقابلة مع “بي بي سي” أن مجموعتهم تتكوّن من “عدد قليل” من المُخترقين السودانيين، الذين يشنون الهجمات الإلكترونية من السودان، على الرغم من انقطاع الإنترنت بشكل منتظم. وأضاف: “هدفنا على المدى الطويل هو أن نُظهر للعالم أن الشعب السوداني، وعلى الرغم من قدراته المحدودة، يَتَمتّع بمهارات جيدة للغاية في العديد من المجالات المختلفة”.
تحدي ماسك!
يُذكر أنّ بلاغات مستخدمين في إسرائيل أفادت بأن عطلاً أصاب إحدى شبكات الهاتف المحمول الرئيسية بسبب هجوم إلكتروني، فجر يوم الخميس. وأعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية “أنونيموس السودان” مسؤوليتها عن تعطل شبكة الهاتف الإسرائيلية. ولم تكن المرة الأولى، ففي أبريل الماضي ذكرت تقارير صحفية أن مجموعة هاكرز ” أنونيموس السودان” تبنّت عملية اختراق موقع جهاز الموساد الإسرائيلي.
وبلغت سطوة مجموعة الهاكرز بأن تحدت إيلون ماسك مالك منصة “إكس” الشهيرة، حيث تمكنت مجموعة القراصنة الإلكترونيين “أنونيموس السودان” في مطلع سبتمبر الماضي، إيقاف المنصة عن العمل بعدد من الدول؛ في محاولة منهم للضغط على ماسك لإطلاق خدمة “ستارلينك” في السودان.
وبقي موقع “إكس” معطلاً لأكثر من ساعتين، كما تأثر آلاف المستخدمين بهذا الهجوم السيبراني. ونشر القراصنة رسالة عبر تطبيق المحادثة تيلغرام: “اجعل رسالتنا تصل إلى إيلون ماسك: أطلق خدمة ستارلينك في السودان”.
ولم يعترف موقع إكس بتعطُّل خدمته بشكل علني، كما لم يستجب مالك الشركة إيلون ماسك لمطالب المجموعة الخاصة بإطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” في السودان.