في ذكرى ميلاده.. سؤال عادل إمام الذي لم يجب عنه صلاح السعدني
تحل اليوم 23 أكتوبر الذكرى الـ81 لميلاد أحد أعظم نجوم الفن في مصر والعالم العربي، ألا وهو عمدة الدراما الراحل صلاح السعدني.
كتب/ ياسر خالد
تحل اليوم 23 أكتوبر الذكرى الـ81 لميلاد أحد أعظم نجوم الفن في مصر والعالم العربي، ألا وهو عمدة الدراما الراحل صلاح السعدني.
وتعد ذكرى ميلاد صلاح السعدني هذا العام هي الأولى له بعد رحيله في 19 إبريل الماضي، وذلك بعد رحلة فنية مليئة بالإبداع سواء على مستوى الدراما، السينما، المسرح أول الإذاعة.
وخلال رحلته الفنية قدم صلاح السعدني العديد من الأعمال الناجحة، والتي تعددت خلالها أدواره سواء من حيث نوعها بين الكوميديا والتراجيديا، أو من حيث طبيعتها بين الخير والشر.
وبالرغم تألق صلاح السعدني منذ بدايته وتقديمه خلال بدايته للعديد من الأدوار المساندة، وتألقه أيضًا بعد تصديه لأدوار البطولة، إلا هناك أحد الأدوار التي قدمها خلال مسيرته الفنية يمكن اعتبارها أنها من الأدوار الأكثر تميزًا خلال مشواره الفني.
سر تميز صلاح السعدني في دور حسين أبو ضيف في فيلم الغول
فقد كان دورًا مختلفًا ومميزًا، ظهر خلاله صلاح السعدني بشكل مختلف وبأداء متميز للغاية، هذا الدور هو دور وكيل النيابة حسين أبو ضيف الذي قدمه صلاح في فيلم الغول عام 1983 صديق عادل عيسى الذي لعبه الزعيم عادل إمام، في الفيلم الذي شارك في بطولته وحش الشاشة الفنان الراحل فريد شوقي والفنانة نيللي.
ولعل سر تميز صلاح السعدني في هذا الدور تحديدًا البساطة الشديدة التي قدمها بها والممزوجة بالرصانة مع بعض الملامح من خفة الظل التي خففت من أجواء الفيلم المليئة بالأكشن والإثارة.
ويمكن أن يكون سر تميز شخصية حسين أبو ضيف التي قدمها صلاح السعدني في فيلم الغول هي أنها الشخصية الأكثر اعتدالًا في الفيلم، فهو ليس ناقمًا على حياته مثل عادل عيسى أو مزهوًا بنفوذه مثل فهمي الكاشف “فريد شوقي” أو تائهًا في حياته مثل مشيرة “نيللي”.
فحسين أبو ضيف يسعى فقط لتحقيق العدالة، وهو الشخصية الأكثر اعتدالًا بين شخصيات الفيلم الرئيسية الثلاث، فهو الشخص الذي يحقق التوازن في الفيلم، فهو لا أطماع له في الحياة ولكنه يريد أن تحقيق العدالة.
وعلى الرغم من أن صلاح السعدني لم يكن الاسم الأول أو الثاني أو حتى الثالث على تتر الفيلم، ولكنه الاسم الرابع على الشاشة، لكن عند مشاهدتك لـ الغول وبعد انتهائها ستظل متذكرًا الشخصية وستتذكر كيف قدمها صلاح ببراعة وأداء سلس وصادق.
مشهد نهاية الغول يعتبر ماستر سين لـ صلاح السعدني
ومن الممكن أن نعتبر أن مشهد نهاية الغول هو ماستر سين لـ صلاح السعدني في الفيلم وأحد أكثر المشاهد المميزة في مشواره الفني كله.
يبدأ المشهد بعد قتل عادل عيسى لفهمي الكاشف ومثوله أمام صديقه وكيل النيابة حسين أبو ضيف، ليعطيه حسين سيجارة ليشربها ثم يقول له بنبرة يكسوها الحزن على ما آل إليه حال عادل: ليه قتلت الكاشف يا عادل؟
فيجيبه عادل: عايز أخلص الناس يا حسين من قانون ساكسونيا، ليرد عليه حسين: بس كده رجعتلهم قانون الغاب يا صديقي.
ثم يبدأ حسين التحقيق قائلًا: افتح المحضر يا ابني.. اكتب التاريخ والساعة.
ومع بدء التحقيق ترتسم على وجه عادل ابتسامة يأس من مصيره المحتوم، ثم يقول لصديقه: سجايرك دي لطيفة جدًا يا حسين.. هي اسمها إيه؟.
إلا أن حسين لم يجب عن سؤال عادل، ليستمر في التحقيق قائلًا: اسمك؟، ليرد عادل: عادل إبراهيم عيسى، ليسأله حسين: السن؟، فيجيبه عادل: 35 سنة، ثم يتابع حسين سائلًا: العنوان؟، ليخفت بعدها صوت عادل وحسين وتعلو موسيقى تتر النهاية وتنتهي أحداث الفيلم.
انتهت أحدث فيلم الغول دون أن يجيب حسين على سؤال عادل عيسى حول اسم سجائره، كما رحل عن عالمنا صلاح السعدني دون أن نعرف إجابة السؤال، لكن يظل دور وكيل النيابة حسين أبو ضيف في فيلم الغول نقطة بارزة في مشوار صلاح السعدني الفني المليء بالعديد والعديد من الأدوار المميزة.
ونحن اليوم نحيي ذكرى ميلاد عمدة الدراما الفنان الراحل صلاح السعدني نتمنى أن يكون في مكان أفضل بقدر ما أمتعنا خلال مسيرته الفنية بأدوار وأعمال أخرى من خلال الفن المصري والعربي.