سفراء أوروبا يخطبون ود حلفاء ترامب
بينما تستعد بعض الدول الأوروبية التي لا تربطها علاقات ود مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لاحتمال عودته إلى البيت الأبيض
كتبت//مرفت عبدالقادر احمد
بينما تستعد بعض الدول الأوروبية التي لا تربطها علاقات ود مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لاحتمال عودته إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر الآتي، يعمل الدبلوماسيون الأوروبيون في واشنطن بشكل محموم لعقد اجتماعات مع حلفائه.
وفي تلك اللقاءات المباشرة التي غالبا ما تعقد في النوادي الخاصة والفنادق والسفارات ومراكز الأبحاث في جميع أنحاء المدينة، يطرح الدبلوماسيون أسئلة حول نوايا ترامب السياسية وخياراته المحتملة، وفق ما نقلت شبكة “سي أن أن”.
ماذا في جعبته؟
ثم يرسلون ملاحظاتهم إلى عواصمهم الأوروبية حيث يتعطش المسؤولون لمعرفة ما في جعبة المرشح الجمهوري المثير للجدل، من أجل التحسب وحماية حلف شمال الأطلسي ومحاولة ضمان الدعم الدائم لأوكرانيا في حربها مع روسيا.
وبينما يتدافع السفراء والموظفون الدبلوماسيون لإجراء اتصالات مع أولئك الذين قد يعرفون ما يخطط له ترامب، تطفو قوائم غير رسمية لبعض مسؤولي ترامب السابقين رفيعي المستوى ضمن لوائح السفارات، من ضمنهم مدير المخابرات الوطنية السابق جون راتكليف، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والمسؤول الوطني السابق في إدارة ترامب، فضلا عن المستشار الأمني روبرت أوبراين، وكيث كيلوج، كبير مستشاري الأمن القومي لنائب الرئيس السابق مايك بنس.
إلا أن تلك الاجتماعات ليست هادئة في بعض الأحيان، لكن الدبلوماسيين يلقون آذانا صاغية ببساطة لما يمكن أن يدلي به حلفاء ترامب السابقين أو الحاليين، وفق ما كشف مصدران كانا حاضرين في بعض تلك اللقاءات.
حظ الجدد
إلا أن العديد من الدبلوماسيين إن سفراء الدول الكبرى، وأولئك الذين كانوا في واشنطن لعدة سنوات، يجدون صعوبة في الاستفادة من دائرة ترامب، مقارنة بالسفراء الجدد في العاصمة، وسفراء الدول الأصغر.
ويتناقض هذا النشاط الذي يسبق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر بشكل صارخ مع الفترة التي سبقت انتخابات عام 2016، عندما افترض معظم الدبلوماسيين أن هيلاري كلينتون ستفوز، فلم يبذلوا سوى القليل من الجهد للتواصل مع حلفاء ترامب أو أي دوائر سياسة خارجية جمهورية.
لكن يبدو أنهم الآن، تعلموا الدرس.
قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين المخضرمين الذي كان في العاصمة منذ عهد ترامب: “لسنا متوترين إلى هذا الحد لأننا نعلم أن الأمر كله يتعلق بالعلاقات مع ترامب.. لذا نعمل عليها وعلى تقويتها، ونعلم عواصمنا بأنه يجب إقامة علاقات شخصية مع ترامب مباشرة”.
حتى الآن لا تزال فعالية تلك اللقاءات غير واضحة، إلا أن العديد من الدبلوماسيين يثابرون على التودد إلى مؤسسات الفكر والرأي الجمهورية ويسعون إلى عقد اجتماعات مع أعضاء سابقين في حكومة ترامب.
“سأشجع بوتين”
تأتي تلك الاجتماعات على ما يبدو وسط قلق من احتمال فوز ترامب بالرئاسة في نوفمبر المقبل، لا سيما أنه أطلق تصريحات عدة خلال الأشهر الماضية أثارت امتعاض أعضاء في الناتو، ولعل أهمها حين قال إنه قد يشجع روسيا على مهاجمة بعض دول الحلف الدفاعي في حال لم يسددوا مستحقاتهم المالية.
ولطالما وجه المرشح الجمهوري انتقادات للحلف وبعض الدول فيه، لاسيما تلك التي تتخلف عن الدفع أو تسدد مبالغ أقل من بلاده بكثير.
كما أخذ عليه في بعض الأحيان ثناؤه على ذكاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتبجحه مرارا بأنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أيام.