كتب /أميمة ابوالوفا

 ماجستير العلاقات العامة والاعلام

 

 

إن تمتع الإنسان بثقة في نفسه تمكّنه من إطلاق قدراته الكامنة والاستفادة منها وتحقيق النجاح، فالثقة في قدراتنا ومواهبنا تجعلنا نُقْدِم على كل ما نتمناه ونطمح له؛ فالثقة بالنفس تساعدنا على التحصيل الدراسي وتعلم مهارات جديدة، وأيضًا النجاح في العمل، حيث يكون الفرد مؤمن بقدرته على الأداء وبالتالي القيام بأعباء العمل المطلوبة منه.

 

 

 

 

 

 

ويجب علينا معرفة أن الثقة بالنفس وتقديرها ليست شيء ثابت بداخلنا، بل ترتفع وتنخفض تبعًا لمقومات الظروف المحيطة، فالشخص الذي يتحدث عن موضوع يعلمه جيدًا تكون ثقته أفضل مما لو تحدث عن موضوع لا يعلم عنه إلا القليل؛ وأن انهيار أو ضياع شيء فجأة، كالعمل أو الحب أو الصداقات أو العائلة، فإننا بطبيعة الحال شعورنا بقيمتنا يختل.

 

 

 

 

 

ويخلط الكثيرين بين الإنسان الواثق بنفسه وقدراته وبين الإنسان المغرور؛ بينما هناك فارق كبير بين الإثنين؛ فالواثق بنفسه متواضع يفرح لما يحققه الآخرين من نجاح، والمغرور متكبر ويشعر بالحقد من نجاح الآخرين. كما أن الواثق بنفسه لديه القدرة على تقبّل النقد الايجابي ويستفيد منه والنقد السلبي فلا يؤثر على حياته، والمغرور ليس لديه القدرة على تقبّل النقد مطلقًا. لذلك فإن الثقة بالنفس تقودك إلى التقدم والنجاح، أما الغرور فيتبعه توقف وعدم القدرة على النجاح.

 

 

 

 

 

“لا يمكن لأي شخص آخر أن يحكم على قيمتك، فقط أنت تعرف قيمتك الحقيقية”

 

الثقة بالنفس هي احساس الإنسان بقيمته بين من همْ حوله، ولديه القدرة على التصرف بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة من المواقف التي يمر بها أو ممن حوله؛ وبدون الثقة بالنفس يفقد الإنسان احترامه لذاته، ويُصبح عُرضة للانتقاد والاستغلال من الآخرين، مما يجعله يعيش حياة بائسة، وعلى الجانب الآخر فالشخص المتمع بالثقة في نفسه تجده محط احترام الجميع.

 

 

 

 

وعليك أن تعرف بأنه يوجد أشياء لا يمكنك أن تسيطر عليها، وأشياء أخرى يمكن أن تسيطر عليها؛ فلا يمكنك أن تغيّر الماضي، لذا اتركه وراء ظهرك، كما أننا لا يمكننا أن نتحكم في الآخرين أو الطريقة التي يتعاملون بها معنا، ولكن نستطيع أن نتحكم في ردود أفعالنا تجاههم.

 

 

 

 

 

وكما تساعد الثقة بالنفس الإنسان على النجاح في العمل واكتساب الخبرات الجديدة، فإن الثقة بالنفس تؤدي إلى امتلاك مهارات التفاعل الاجتماعي الايجابي السوي مع المجتمع وأفراده، وكذلك القدرة على التعامل وتقييم المشكلات والمواقف بشكل صحيح.

 

 

 

 

 

 

 

 

نجد أن الناس لديها تصورات خاطئة عن الثقةبالنفس:-

 

1- فارتفاع مؤشر الثقة عند الشخص بغض النظر عن مقومات الثقة، فهذا يدل على علّة في الشخص وثقة ظاهرية زائفة، والعكس صحيح فإذا كان مؤشر الثقة منخفض دائمًا رغم توفر مقومات الثقة، فهذا يدل أيضًا على علّة في الشخص وتحقير للذات.

2- الثقة تقتضي العناد والثبات على الرأي وإن كان خاطئ، فالواثق من نفسه يغيّر من رأيه إذا اتضح له الصواب من غيره.

3- لابد من السيطرة على الآخرين والتحكم فيهم، إما بقسوة الإقناع أو قسوة القوانين والأعراف الاجتماعية أو بالتسلّط.

4- أن تتمتع بالجرأة المبالغ فيها، والتدخل في خصوصيات الآخرين والسؤال عن أمورهم الشخصية.

5- الثقة هي المفاخرة والمباهاة والتعاظم والتعالي واستصغار الآخرين.

“عليك أن تفعل الأشياء التي تعتقد أنه ليس باستطاعتك أن تفعلها”

إننا نرفض أحيانًا أن نتغيّر، حتى وإن أدركنا أن عدم تغيّرنا يمكن أن يُديم المشكلات التي نحاول التغلّب عليها. فإذا علمنا أن مقاومة التغيير سمة ملازمة لكل إنسان ولابد أن نتغلب عليها، لحاولنا بشجاعة أن نجرّب شيئًا جديدًا.

 

 

 

 

 

وإليك بعض الأمور التي تساعدك في تكوين صورة ايجابية وزيادة ثقتك بنفسك:-

 

1- حدد نقاط قوتك وضعفك، وما تحبه ولا تحبه عن نفسك، وحاول تغيير أو تجاهل الأشياء التي لا تحبها وتقبل نفسك.

2- يجب أن يكون لديك قيم ومبادئ واضحة ومحددة تعيش وفقًا لها حتى لا يكون من السهل جدًا أن تسيطر عليك آراء الآخرين ويستغلونك لتحقيق أهدافهم الخاصة.

3- لا تخف من تجربة أشياء جديدة عندما تكون احتمالات النجاح في مصلحتك.

4- لا تعش في الماضي، واسأل نفسك ماذا قدمت حتى الآن؛ وماذا تنوي أن تقدم غدًا.

5- اعلم أنك تزداد قوة من المحاولة حتى وإن فشلت، وأنك ستنجح المرة القادمة.

6- ابتعد عن هؤلاء الذين يقللون من شأنك أو من العلاقات الهدّامة، بقراءة كتب ايجابية أو اللجوء لمتخصص.

7- إذا لم تعجبك الطريقة التي يعاملك بها الآخرون فأخبرهم بذلك، فعندما يعلمون أنهم ليس باستطاعتهم أن يقللوا من شأنك فسوف يتوقفون.

“الطفل الذي يعيش في أجواء الأمن يتعلم الثقة بالنفس”

 

 

 

 

 

 

لكي تساعد أطفالك على بناء ثقتهم بأنفسهم، فلابد أن توفّر لهم الأسْرة الحب والعاطفة غير المشروطين، وتُظهر لهم قدر من الاحترام، وتُطبّق معهم قوانين محددة وواضحة بالنسبة لهم، وإتاحة الفرصة لأطفالنا بالتجربة والخطأ، لأنها تساعدهم على أن يُصقلوا شخصياتهم وتنمية مواهبهم.

 

 

 

 

 

وكما يوجد أمور تساعدك على بناء ثقتك بنفسك هناك بعض الأمور التي تساعد بها طفلك على بناء ثقته بنفسه:-

1- الثناء على السلوك الحسن بالقول والفعل،لما لها من قوة خارقة تساعد الفرد على النجاح، فكلمات الشكر تغيّر مجرى حياة الإنسان.

2- أن تجعله يتعلم من أخطائه بعد الإعتراف بها، وهذا يساعد الطفل على تحمّل المسئولية والعمل على التعلّم من تلك الأخطاء و تصحيحها.

3- احترامك وتقديرك لعمله مهما كان بسيطًا، يجعل الطفل انسانًا محبوبًا ومقدّر لذاته وللآخرين، واجعل له ركنًا في المنزل تعرض بها أعماله التي أنجزها.

4- امدح طفلك أمام الآخرين، وإسأله عن رأيه واجعله يشعر بأهميته.

5- ساعده في كسب الصداقات وكيفية اختيار الصديق.

6- أجب على أسإلته حتى تُزيل الشُبهات من ذهنه وتُزيد معرفته بطريقة صحيحة.

 

 

 

 

 

 

في النهاية أود منك عزيزي القارئ أن تُفكّر وتُحدّث نفسك بايجابية، واهتم بتثقيف نفسك، وممارسة الرياضة لتخفيف التوتر والظهور بمظهر حسن لائق، كل ذلك يعزز من ثقتك بنفسك، وإقبْل تحمّل المسئولية وقم بمساعدة الآخرين.

 

 

 

 

ضع نفسك في التجربة وتذكّر دائمًا أنه لا يوجد إنسان لا يخطئ، ويجب ألا يكون سبب في أن تهتز ثقتك بنفسك، بل بالعكس اجعل هذا الخطأ يساعدك على زيادة الثقة بالنفس، وتعلّم من تجاربك وأخطائك السابقة.

 

 

 

 

 

فإن ثقتك بالله والإيمان تنعكس عليك وتمنحك الإلهام والثقة في الأوقات العصيبة، لذلك لابد أن تتأكد من أن أفعالك اليومية تتطابق مع قيمك، وأن الله منحك ما تستحق من القدرات والمواهب.

 

 

 

 

واعلم أنه لا يمكن لأحد أن يُشعرك بعدم الأهمية أو يؤثر على آرائك أو مشاعرك ما لم تسمح له بذلك، فامسك بزمام الأمور، واتبع مقولة “كن واثقًا في نفسك، وستفوز”.

 

 

 

 

 

وإليك اختبار التقييم الذاتي كدليل تقيس عليه مدى تقدمك في المستقبل ويساعدك على أن تفهم نفسك، وهذا الاختبار يشمل (15) عبارة، وتُجيب على كل عبارة بـــ(دائمًا/احيانًا/نادرًا)، وتُعطي دائمًا (3) درجات، احيانًا (2) درجة، نادرًا (درجة واحدة).

1- أقسّم وقتي بشكل متوازن بين العمل والأسْرة.

2- عندي القدرة على مقاومة المشاكل التي تعترضني.

3- احاول الاستفادة من خبرات الآخرين.

4- لدي معتقدات ايجابية عن نفسي.

5- مستعد لتحمّل نتائج تصرفاتي.

6- لا أخشى ارتكاب الأخطاء وأعترف بها.

7- لا أتردد في التعبير عمّا يدور في عقلي.

8- لدي القدرة على التوافق مع البيئة الاجتماعية التي أعيش فيها.

9- لدي القدرة على توضيح أفكاري للآخرين.

10- اتقبّل الانتقاد بصدر رَحِب.

11- أتْبع حدسي عند اتخاذ قراراتي.

12- لدي إهتماماتي الخاصة التي أخصص لها بعضًا من وقتي.

13- لدي مجموعة أصدقاء استمتع برفقتهم.

14- لدي قيمي الخاصة ولا أسمح لأحد بالتأثير عليّ.

15- استطيع تقييم نفسي.

 

 

 

 

 

إذا كان مجموع ما حصلت عليه من درجات (37) درجة فما فوق؛ يعني ذلك أن ثقتك بنفسك جيدة. أما إذا كان المجموع (22-36) درجة؛ فأنت بحاجة إلى تدعيم مفهوم الثقة بالنفس، ويلزمك بعض الشجاعة لتزداد ثقتك بنفسك. وإذا حصلت على أقل من (36) درجة؛ فإن ثقتك معدومة في نفسك وعليك أن تخصص وقتًا لتعزيز ثقتك بنفسك.

 

أحمد سالم الملواني

كاتب صحفي ورئيس مجلس الادارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات