مقتل يفغيني بريغوجين.. قائد فاغنر الغامض حتى النهاية
تقرير اعداد / احمد سالم الملواني
يبدو أن يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر الروسية مصر على أن يرافقه الغموض حتى قبره.
Евгений Пригожин
فغيني بريغوجين الذي عاش بدور غامض حتى تأكد ارتباطه بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية، لقى مصرعه في حادث تحطم طائرة ما زالت ملابساته غامضة.
وأعلنت السلطات الروسية اليوم الأربعاء، تحطم طائرة كانت تقل 10 أشخاص، كان اسمه ضمن قائمة ركابها.
وفي بداية الحدث، نفت فاغنر أن يكون برغوجين قد لقي مصرعه، مؤكدة أنه في كان في طائرة أخرى، قبل أن تؤكد مصرعه ومساعده في الحادث
من هو يفغيني بريغوجين؟
ينحدر قائد مجموعة “فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين (62 عاما)، من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وهي نفس مسقط رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكرت وكالة “أسوشتد برس”، إن بريغوجين أدين بالسرقة والاعتداء في عام 1981، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا، وبعد إطلاق سراحه، افتتح مطعمًا تجاريًا في سانت بطرسبرغ في التسعينيات، حين تعرف على بوتين، نائب عمدة المدينة آنذاك.
وبعد ذلك استخدم بريغوجين علاقاته لتطوير شركة تموين وفاز بعقود حكومية روسية مربحة أكسبته لقب “طباخ بوتين”.
ولاحقا، توسع نشاط بريغوجين لاحقًا ليشمل مجالات أخرى، بما في ذلك وسائل الإعلام و”مصنع ترول” سيئ السمعة على الإنترنت الذي أدى إلى توجيه الاتهام إليه في الولايات المتحدة للتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016
واكتسب قائد “فاغنر” لقب طباخ بوتين، بعدما ظهر في إحدى المناسبات، وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وبحسب تقارير إعلامية غربية، يمتلك بريغوجين شركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.
ووفقا لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني، فإن أعمال بريغوجين، ازدهرت في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع الجهات الحكومية مثل المدارس ورياض الأطفال والجيش، لتصل قيمتها إلى أكثر من 3 مليارات دولار.
وربطت تحقيقات صحفية اسم بريغوجين بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم “مصنع ترول” في سانت بطرسبرغ، مشيرة إلى أن ذلك المصنع كان ينتج مواد وينشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية.
وزعم تحقيق أجراه في العام 2016، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق روبرت مولر، أن مصنع الترول كان جزءاً من محاولة روسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن قائد “فاغنر” نفى -آنذاك- صلته بالمصنع
ورغم ذلك، اعترف قائد فاغنر في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، إبان انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية، قائلا: “لقد تدخلنا في الانتخابات الأمريكية ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل، سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك”.
كيف بدأت علاقة بريغوجين بـ”فاغنر”؟
ظل يفغيني بريغوجين لسنوات ينفي علاقته بمجموعة فاغنر، بل إنه رفع دعوى قضائية ضد من زعم أن له دورًا في تأسيسها.
وفي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، أقر بريغوجين بأنه أسس مجموعة فاغنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فاعلية في الحرب الأوكرانية.
وبزغ فجر مجموعة “فاغنر” في العام 2014، بظهورها لأول مرة في شرق أوكرانيا، لمساعدة الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية، لتبدأ رحلتها في المشاركة في
ووصف بريغوجين بداية فاغنر في بيان سابق قال فيه “قمت بتنظيف الأسلحة القديمة بنفسي، وقمت بفرز السترات الواقية من الرصاص شخصياً ووظفت متخصصين يمكنهم مساعدتي في ذلك، كان ذلك في 1 مايو/أيار 2014، حينها ولدت مجموعة وطنية وهي التي أصبحت فيما بعد تسمى كتيبة فاغنر”.
ووقف قائد “فاغنر” إلى جانب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في انتقاد ألكسندر لابين، أحد كبار الجنرالات الروس، وسخر منه لإخفاقاته في أوكرانيا
وفي وقت لاحق، قام بريغوجين بجولة على السجون الروسية لتجنيد السجناء المحكومين للقتال في أوكرانيا، بل إنه شجع السجناء على الانضمام للقتال، قائلا إن المجتمع سيحترمهم.
ووعد قائد فاغنر السجناء بأنهم سينشرون في الخطوط الأمامية بأوكرانيا لمدة 6 أشهر وبعدها سيكونون أحراراً للعودة إلى ديارهم وبسجلات جنائية نظيفة، وحذرهم من ارتكاب جرائم جديدة، قائلا: “لا تشربوا الكحول، لا تتعاطوا المخدرات، لا تغتصبوا.. كونوا منضبطين”.
وفي مقابلة بثت لاحقا، قال قائد “فاغنر” إنه جند 50 ألفا من المحكوم عليهم، قُتل منهم حوالي 10 آلاف في باخموت؛ مشيرًا إلى أن لديه 35 ألفًا على الخطوط الأمامية في جميع الأوقات”، دون أن يوضح ما إذا كانت هذه الأعداد تشمل المدانين.
وبحسب تقديرات أمريكية فإن “فاغنر” كان لديها حوالي 50 ألف فرد يقاتلون في أوكرانيا، بما في ذلك 10 آلاف متعاقد و40 ألف مدان.
وقال مسؤول أمريكي إن ما يقرب من نصف القوات الروسية التي قُتلت في أوكرانيا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعددها 20 ألف جندي، كانت من قوات “فاغنر” في باخموت.
وتقدر الولايات المتحدة أن “فاغنر” تنفق حوالي 100 مليون دولار شهريًا في القتال
بداية الخلاف مع موسكو
ادعى بريغوجين أن لقواته الفضل الكامل في الاستيلاء على بلدة سوليدار لتعدين الملح في منطقة دونيتسك في يناير/كانون الثاني الماضي، واتهم وزارة الدفاع الروسية بمحاولة سرقة مجد “فاغنر”.
ووجه بريغوجين انتقادات للجيش الروسي بسبب ما قاله إنه فشله في تزويد “فاغنر” بالذخيرة الكافية للسيطرة على باخموت وهدد بسحب رجاله.
وسجلت القوات التي يُزعم أنها متعاقدة مع شركة “فاغنر” في أوكرانيا مقطع فيديو كالوا فيها الاتهامات لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف.
وتقول “أسوشتد برس”، إن شكاواه المتكررة لم يسبق لها مثيل في النظام السياسي الروسي؛ فلا يستطيع سوى بوتين توجيه مثل هذه الانتقادات.
كان بريغوجين، الذي كان ذات يوم شخصية غامضة، يتفاخر يوميًا تقريبًا بـ”انتصارات” فاغنر، ويسخر من أعدائه، ويشكو من الضباط العسكريين.
وبعد شهور من التوتر المتنامي والاتهامات قاد زعيم فاغنر حملة من أوكرانيا لتحرير “موسكو الخونة” متعهدا بالنصر أو الموت دون ذلك.
وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، تفاقم الخلاف بين بريغوجين والنظام الروسي، ليحرك الأول قوات فاغنر باتجاه العاصمة موسكو، وبات على بعد نحو 200 كيلومتر منها، لكن وساطة رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو حلت الأزمة ليأمر بريغوجين قواته بالتراجع، فيما قررت موسكو إسقاط القضية الرئيسية ضد بريغوجين، الذي غادر إلى بيلاروسيا.
ومنذ ذلك الوقت، قل ظهور بريغوجين وكانت آخر مرة ظهر فيها قبل يومين في مقطع فيديو من دولة رجح كثيرون أن تكون في أفريقيا.
وبحسب التسجيل المصور فقد “ظهر بريغوجين واقفا في منطقة صحراوية مرتديا زيا مموها وبيده بندقية، وعلى مسافة بعيدة منه شوهد مجموعة من الرجال المسلحين وشاحنة صغيرة”.
وقال بريغوجين في التسجيل المصور: “مجموعة فاغنر تجعل روسيا أعظم في جميع القارات و(تجعل) أفريقيا أكثر حرية”.
وأضاف: “نعمل على تحقيق العدالة والسعادة للشعوب الأفريقية، نحن نجعل الحياة كابوسا لتنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما من قطاع الطرق”، لافتا إلى أن “فاغنر تجند الناس وستنجز المهام المحددة
جريدة. أخبار العاصمة الآن