البطلة الأولمبية بائعة المناديل
سأحكي لكم قصه مصرية من أرض الواقع لعل وعسى نتعامل مع بطلة هذه القصة كما يتعامل المسؤولين "في أوروبا والدول المتقدمة"
بقلم : محمد فاروق
أقتبس في بداية مقالتي العبارة الشهيرة بفيلم ( الإرهاب والكباب) للموظف الكسول الذي لا يراعي الله في عمله ودائم التنظير بمقولتة الشهيرة ” في أوروبا والدول المتقدمة يحدث كذا وكذا”
وأنا هنا انقل هذه العبارة إلى السادة المسؤولين عن الرياضة المصرية والسادة رجال الأعمال في مصر المهتمين برفعة اسم مصر بالمحافل الدولية.
في أوروبا والدول المتقدمة يا سادة يبحثون عن اشباة الأبطال يكرسون لهم الوقت والمال والفرق الفنية التي تؤهلهم ليصبحوا في المستقبل أبطال دوليين يساهمون في تحقيق الانتصارات لبلادهم بالمحافل الدولية المختلفه.
ولذلك سأحكي لكم قصه مصرية من أرض الواقع لعل وعسى نتعامل مع بطلة هذه القصة كما يتعامل المسؤولين “في أوروبا والدول المتقدمة”
هناك في أقصى جنوب مصر وبالتحديد في مدينة أسوان زهراء الجنوب وبالصدفه البحتة كان يقام ماراثون خيري للأطفال منذ حوالي ست سنوات تحت رعاية مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب وأثناء التحضير للمارثون فوجىء المسؤولين بفتاه فقيرة إسمها مروة تبلغ من العمر عشر سنوات وهي حافية القدمين بملابس عادية تطلب منهم بكل براءة أن تشارك بالمارثون مع الأطفال الآخرين وهي تظن بكل براءة أنها ستشارك في لعبة بالشارع كما تعودت مع جيرانها وعندما سألها المنظمون للمارثون كيف عرفت عن الموعد والمارثون أخبرتهم ببراءة إنها تبيع المناديل الورقية بالشوارع وعندما رأت الأطفال أرادت أن تشاركهم اللعب معهم فوافق المنظمون على مشاركتها بالمارتون كما هي حافية القدمين وبملابسها العادية حتى يجبروا بخاطر الفتاة.
إلا أنهم ذهلوا عندما نجحت هذه الفتاه بالفوز بالسباق والتفوق على كل المشاركين بدون أي إعداد أو تحضير
وسط دهشة وإعجاب كل الحاضرين ووقفت الفتاة البريئة تتسلم الميدالية وسط تصفيق الحضور وأبتسامتها الرائعة تزين وتغلف المكان من حولها .
هذه قصة واقعية حدثت منذ سنوات قليلة لتكشف لنا وللمسؤولين إن بلاد طيبة مليئة بالمواهب العظيمة ولكن الفقر وعدم إهتمام السادة المسؤولين بالكشف عن المواهب وتخصيص ميزانية لكل محافظة للكشف عن المواهب في كل القطاعات مع متابعة حاسمة وحازمة لهذه الميزانية إذا تم هذا الأمر على الوجه الأمثل سنجد في المستقبل القريب مئات بل آلاف من الأبطال الذين يرفعون إسم وعلم مصر خفاقآ بين الأمم بالمحافل والبطولات الدوليه دون أي عناء يذكر فقط إذا خلصت النوايا لصالح البلد.
فهل نجد من سيحدثنا عن اخبار هذه الفتاة التي قد أعلن أحد أجهزة الدولة بالسابق عن رعايتها وتنمية الموهبة التي تملكها ويعدها لكي تكون بطلة اوليمبية يسعد بها ملايين من الشعب المصري؟
أم أننا اهملناها ولهثنا وراء اللقطة الجاهزة وضحكنا علشان الصورة تطلع حلوة ؟!
في انتظار الإجابة من أي فرد يهمة الأمر.
اللهم بلغت اللهم فاشهد