حوار صحفي مع الكاتب محمد الرجب

حوار صحفي حول أعمال الكاتب محمد الرجب بقلم آية نورالدين

ابريل 25, 2025 - 19:54
ابريل 25, 2025 - 20:28
 0  63
حوار صحفي مع الكاتب محمد الرجب

حوار صحفي مع الكاتب محمد الرجب

- كتبت/ آية نور

س/ حدثنا عن سيرتك الذاتية؟

محمد رجب الرجب من حمص سوريا. شاعر وكاتب. درست الكيمياء التطبيقية والميكانيك. احترفت الكتابة ولي مجموعة أعمال قيد الإصدار. كرّست الفترة الأخيرة لأدب اليافعين رغم تحديات هذه الفئة العمرية.

س/متي اكتشفت قدرتك الإبداعية في الكتابة وكيف كان ذلك؟

بدأت الكتابة في الخامسة عشر من عمري. متأثراً بأستاذ اللغة العربية حيث كان يروي القصيدة ليس بلسانه فقط بل بجميع جوارحه لدرجة يخيل لي كطالب أن مشاهد القصيدة تحدث أمام ناظري ما دفعني لمحاولة نظم أبيات قلتها مرة بشكل جيد، ومرات متلعثم. البذرة التي غرسها أستاذي الفاضل نمّتها قصائد الشعر الجاهلي الذي تلقيته كمنهج في الثانوية، ومنه اندفعت للقراءة بنهم كل ما يتعلق بالشعر والتاريخ. وكما هي العادة بتدرج نمو الوعي تنقلت بين كتب مختلفة حسب ميلي لها لأرسو على أرض صلبة تمكنني من الكتابة استناداً على ما ادخرت، وتطورت مع الزمن لتتحول من هواية إلى اختصاص.

س/ حدثنا عن روايتك الاولي وماذا تعني لك؟

أول عمل مطبوع رواية قصيرة لليافعين بعنوان (قرار مع وقف التنفيذ). راعيت فيها قلة صبر اليافع على القراءة. حيث قدمت قصة شيقة مختصرة متسارعة تدفعه إلى التفكير في قرار مصيري، ويفرض فيها رأيه الشخصي. فأكون قد حققت الهدف المرجو من خلال جرعة مركزة وفائدة كبيرة.

س/من هو الكاتب الذي تأثرت به ؟

أول من تأثرت به ولا زالت كلماته منهجاً في حياتي هو من قال لي وأنا في السادسة عشر من عمري : ليس مهم ماذا تقرأ، المهم لمن تقرأ. كانت نصيحة أشكره عليها مدى الحياة، وهي نصيحتي لكل قارئ . والآن بعد كل تلك السنين لن أقول أن من قرأت لهم تأثرت بهم، وإلا لاتبعت خطاهم. حيث أنني أسعى لترك بصمتي الخاصة محتفظاً بفضل كل من مر عليّ. من ناحية أُخرى أعجبت بكثير من الكتّاب الكبار أمثال: المنفلوطي، أحمد خالد توفيق، أحمد خيري العمري.

س/ ماذا تعني لك الكتابة ؟

الكتابة حاستي السادسة. أعبر فيها عن نفسي بأفضل ما أعبر عنه بحواسي الخمس. وهي الملاذ الآمن للحالمين والصامتين. تعطي مساحة خاصة ألقى فيها الهدوء بعيداً عن ضوضاء الحياة. أنسج فيها ما يصعب تشكيله، وأعدل ما خل توازنه، وأطور ما أعجبت به.

س/هل يحدث لك ما يطلقون عليه بلوك الكتابة وكيف تتخلص من هذا الشعور؟

لا يوجد وصفة معينة لهذه الحالة. فلكل حالة كما لكل كاتب طريقة معينة. لكن ليس أي منها أن أجبر قلمي على الكتابة. أحياناً يفيدني أن أقرأ موضوع أو كتاب جديد. وتارة أجد ضالتي (بالبودكاست) فهو أفضل ما قدمته التكنولوجيا بالمجال المرئيّ.

س/ هل مواقع التواصل الاجتماعي أضافت لك؟

كنت نشطً جداً في السابق على منصات التواصل الاجتماعي لكني بآخر بضع سنين انسحبت منها واختصرتها لأنها أخذت مني أكثر مما أعطتني. وأقصد بأخذت مني (الوقت). لذلك تعمدتُ أن أبقى على إطلاع على المضمون العام دون الانشغال به.

س/ ما الدافع الذي يشجعك علي الكتابة ؟ وما الذي يلهم قلمك؟

القلم بيد الإنسان كان في وقت من الأوقات كآلة التصوير. فاليوم كلٍ منا يمتلك جهاز يوثق به كل لحظات حياته من سعيدها وحزينها. والقلم بيدي هو ما أوثق به كل لحظات حياتي وأكثر ما يلهمني اجتماعي بالأطفال والانتباه كيف يتعاملون مع محيطهم فهم أكبر ملهم ومشجع على الكتابة.

س/ هل تفضل الكتابةبالفصحى ام الكتابة بالعامية؟

متحيز جداً للغة العربية الفصحى في أعمالي لكن في بعض المواقف لا مانع من إدخال العامية أو اللغات الأجنبية خدمة للحدث وتقريب الشخصية للقارئ.

س/ ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟

معايير النجاح نسبية. فهناك كاتب يحدد نجاحه بانتشار أعماله، وآخر بغزارتها. بالنسبة لي الكاتب الناجح هو الذي يقدم للقارئ صفحة تغني عن كتاب. حيث اهتم بالنوع لا بالكم.

س/ لو احد متابعينك قام بتعليق سلبي علي عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟

يسعدني التعليق السلبي بقدر التعليق الإيجابي من باب النقد البنّاء. بالابتعاد عن تأطير صفة التعليق لكل قارئ رأي ووجهة نظر مختلفة فما أراه أنا سلبياً هو بالنسبة لصاحب التعليق شيء إيجابي. القارئ بالنسبة للكاتب كمرآة تعكس الصورة الحقيقية من دون تجميل خصوصاً عندما يكون التعليق يلقي الضوء على فكرة معينة، وليس مجرد تعليق عابر.

س/ كونك كاتب ولديك جمهور كبير من القراء والمتابعين هل تزداد عليك الواجبات اتجاه المجتمع ؟

لا ننسى التفريق أولاً بين الكاتب أو المجامل.، ومن هنا تنطلق واجباتي ككاتب أن أبقى على الطريق رغم تشعباته ومغرياته. لكن يجب ألا أنصب نفسي القائد رغم واجباتي فأنا فرد بالمجتمع، والمجتمع لا يمكنه التحرك إلا كمنظومه متكاملة لكل جزء منها دور في مكان وزمان معينين.

س/ كيف يمكن أن يتوفر للكاتب التوازن بين العزلة المُلهمة وبين التفاعل والاحتكاك مع الطبيعة والحياة بشكل عام ومع الجمهور من جهة اخري من أجل الكتابة والخروج بعمل قوي؟

الانعزال والتفاعل مكمن قوة للكاتب لا تتوفر عند غيره حيث أنه عندما يخرج من عزلته يقدم أفكار جديدة للمجتمع ليعود إلى عزلته بأفكار جديدة، لكن عليه الحذر من الانحباس بأحدهما وإلا سيبقى إما كاتباً بلا أفكار أو أفكاراً بلا كاتب.

س/ من وجهة نظرك كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب محترف؟

قبل أن تصبح كاتباً لا بد أن تكون قارئاً. حيث لا يمكن أن أكتب قبل أن أتعلم كيف أْمسك القلم. إضافة إلى صقل الموهبة بالدورات والتدريبات ونصائح المختصين والمتمرسين. وإن صح أن نقول عن الكتابة مهنة فهي ككل المهن لا يكفي الشغف والموهبة والحب دون إرادة وتعلم. الكاتب هو الطالب الوحيد الذي لا يتخرج.

س/ما رأيك في الفن والادب هذه الفترة بوجه عام ؟

على وزن لكل مقام مقال. لا يمكن فصل التاريخ عن بعضه وتقسيمه. الفن والأدب ممتد من أول يوم عرفه الإنسان لكنه يتأثر بأحوال المجتمعات فيتطور أو يتأخر على حسب بوصلة الاهتمام أين تتجه. وأنا أرى أن اهتمام ما اسميهم الأغلبية الصامتة تتجه في الطريق الذي سيحدث نقله نوعية مفاجأة في الفن والأدب.

س/ ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟

هل من المفاجئ أن أقول إننا في مرحلة الكاتب فيها لا يحتاج إلى دعم!!. فالكاتب يحتاج فقط المثابرة لأن الفضاء العام مفتوح من خلال المسابقات والورشات ودور النشر، وهو ما يُحدث نوع من التنافسية التي تعود على الأدب بالثمار المطلوبة.

س/ ما النصائح التي تريد توجيهها للكتاب المبتدئين؟

لا يوجد كاتب مبتدئ. إنما يوجد كاتب أو أديب. على الرغم من أن الكاتب بالتمرس والصقل يصبح أديباً إلا أن صفة الكاتب هي من حق القارئ أن يطلقها على من يجده أهلاً لها.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow