حوار صحفي مع الكاتبة ولاء القواسمة

حوار صحفي مع الكاتبة ولاء القواسمة بقلم الصحفية آية نورالدين يوسف

فبراير 8, 2025 - 14:39
 0  36
حوار صحفي مع الكاتبة ولاء القواسمة

كتبت/ آية نور

حدثينا عن سيرتك الذاتية والأدبية؟ 

 

الكاتبة ولاء القواسمة

أردنية من أصل فلسطيني من محافظة الخليل 

ولدت في محافظة جرش الأردنية في 18 أكتوبر 1989 

عاشت طفولة هادئة مستقرة، تربية وسطية، في بيت يهتم بالأدب والثقافة

تخرجت من جامعة العلوم التربوية تخصص معلم صف للحلقة الأساسية الأولى، وخلال المرحلة الجامعية مارست العديد من الأنشطة والهوايات مثل الإنشاد والتمثيل المسرحي. 

وبعد التخرج تفرغت للكتابة وقامت بتدريس دورات الشخصية الساحرة، وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية، وحلقات الإرشاد النفسي، كما ساهمت في حل العديد من مشاكل المجتمع. 

كتبت في جميع المجالات والفنون الأدبية العربية واليابانية النثرية منها والشعرية

مثل:الرواية، الخواطر، المقالات، القصص القصيرة والقصيرة جدا" الأقصوصة"، الشعر، قصيدة النثر، الرسائل، المتلازمة، الومضة القصصية، الحكمة، أدب الأطفال، والفنون الأدبية اليابانية مثل: الهايكو، السنريو، التانكا، والجوجيوهكا. 

والحاصلة على لقب سيدة فلسطين لعام 2020.

 

متى اكتشفتي قدرتك الإبداعية في الكتابة؟

 

اكتشفت موهبتي عندما كنت في الجامعة، من خلال مساق فنون الكتابة والتعبير، حيث حصلت على أعلى الدرجات، وأشار أستاذي إلى موهبتي أمام الجميع، وطلب مني قراءة نصوصي أمام الزملاء في المحاضرات، كما نصحني بالاستمرار في الكتابة، ولكني فضلت التفرغ للدراسة؛ لأن الدراسة الجامعية صعبة جدا، وتحتاج إلى وقت وتركيز ومجهود؛ فقمت بتأجيل الكتابة إلى بعد التخرج. أما عن تطوير الموهبة فقد تعرفت بالصدفة على بعض الأديبات والجروبات الأدبية، عن طريق الفيسبوك، وشاركت في المسابقات الأدبية، والكتب الدولية الجامعة، والأمسيات والندوات الثقافية، وفزت في أغلب تلك المسابقات، كما حصلت على المراكز الأولى عدة مرات، وشهادات ودروع تكريمية، وجوائز مثل إجراء حوارات صحفية، ونشر عدة نصوص لي في المجلات والصحف، كما أنّ وصول كلماتي للأسيرات داخل السجون كان أكثر خبر مفرح لي، وأكبر دعم لموهبتي، وزاد من دافعيتي للكتابة.

 

أود أن أرى بعض الاقتباسات من كتاباتك؟ 

 

رغم بساطتها إلا أنها تشد القراء حتى آخر كلمة، نندمج معا بأقوى المشاعر تدفقا. 

خاطرة بقلمي:

ابتسامة معتمة 

 

في سهرةٕ صيفيةٍ يغلبها قيظ الشوق كالمعتاد

جرح قديم عميق جليسنا

سيهجم عليك يا جدي من جديد جراد الحزن

ويأكل الأخضر واليابس من روحك ويتلف ما لديك من محصول سعادتك

ما زالت دمعتُك سخيةً على وجنتيك

تغرس عينيك في الأرض كي لا يتفحصها أحد

تحاول انتزاع لسانك الذي التصق بسقف حلقك الجاف

زفرة الحسرة ماكثة في صدرك تأبى الرحيل  

فقد تناءت طموحات أيام شبابك اللاهثة نحو الأعالي 

وصغرت حتى اختفت في متاهات السماء

جسدك معنا ونبضك هناك وحديثك إلينا 

يطفو الألم في بحر الوطن السليب

استرخت الأفاعي بانسيابٍ على رماله

أرتال من الذباب نصبت خيمها حول شطآنه 

حلقت في فضائه وحجبت أشعة الشمس عنه

تصحرت أخصب أراضيه 

تهجَّرَ منه شعبُه 

كُتِبَتْ شهادةُ وفاته 

رغم كل هذا ضحكتَ ضحكةً خارجة من كل شيء إلا من قلبك

 

✍️: Walaa Qwasmeh 

30/6/2023 

في الحقيقة نصوصي كثيرة جدا ومتنوعة ولكن هذه الخاطرة الأكثر تأثيرا

 

من هو الكاتب الذي تأثرتي به في بداياتك؟

 

لم أتأثر في كاتبٍ معين، بل تأثرت بكل مَنْ نحت ببصماته بوحًا صادقًا إنسانيًّا فكريًّا راسخًا متينًا، في الحقيقة كل لون وأسلوب أدبي ألهمني وأضاف لي مخزونًا ثقافيًّا، وضاعف من رصيدي المعرفي، لذلك لا يمكنني تحديد اسم واحد فقط.

 

هل من مؤلفات قادمة مستقبلا؟ 

 

نعم، هناك مؤلفات قادمة مستقبلا، ولكن لا أستطيع نشرها إلا بعد صدور نتائج المسابقات؛ فأهم شرط للمسابقات الأدبية أن يتم نشر النص الأدبي بعد ظهور النتائج. 

 

هل تعرضتي من قبل لشيء أحبطك في مجالك؟

 

طبعا بالتأكيد واجهتني صعوبات وتحديات، ولكنها لم تؤثر على مسيرتي الأدبية بفضل الله وتوفيقه.

التحدي الأكبر هو محاربة بعض فئات المجتمع للثقافة والأدباء والنجاح، ونصرتهم المفرطة للتفاهات والانحطاط، ومن النادر جدا أن تعود علينا الموهبة بمردود مادي أو معنوي، وصعوبة التوفيق بين الكتابة والأعمال الأخرى، كما نتعرض نحن الأدباء لسرقة بعض أعمالنا الأدبية والتي أخذت منا وقتًا ومجهودًا كبيرًا، بالإضافة للتحديات الصحية الطارئة؛ فالمرض هو أقوى سبب لإبعاد الكاتب فترة عن الكتابة، لا أنكر فقداني للإلهام والشغف أحيانا، وشعوري أن حبري بات على وشك الجفاف، ولكن بقوة الإيمان بالله تعالى أولا، وتشجيع الأهل والأصدقاء والقرّاء المتابعين ثانيا أجتاز كل هذه العراقيل؛ لأبوح بكل ما هو صادق، ومؤثر، ومفيد للأجيال.

 

كونك كاتبة ولديك جمهور من القراء والمتابعين هل تزداد عليك الواجبات اتجاه المجتمع؟

 

نعم، تزداد الواجبات والمسؤوليات تجاه المجتمع؛ فالكتابة ليست مجرد حروف مصفوفة، ولا تعبير مزخرفة، وليس الهدف تنيق الكلمات، بل أحرص أن أكون مؤثرة بعيدا عن الركاكة والضعف والتكرار، أعزز القيم الإيجابية والأخلاقية في المجتمع، أستمر في الإبتكار؛ لأكون عند حسن ظن الجمهور بي. 

 

لو أحد متابعينك قام بتعليق سلبي على عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟

 

طبعا التجاهل، فأنا أحترم النقد البنَّاء، وأتطور من خلاله، أما النقد السلبي الجائر بالتأكيد أتجاهله، ولا يضعف ثقتي بنفسي أبدا.

رسالتك لكل شخص يمتلك موهبة الكتابة؟

 

إلى المواهب المنطلقة في دروب الأدب وتشق الطرقات سواء كانت سالكة أم وعرة، أقول لكم: 

 

* القلم رسالة إنسانية معرفية قبل كل شيء، فالعمل الأدبي يجب أن يكون له معنى وهدف ومضمون قوي وعميق ومؤثر، حيث تصل الفكرة للقارئ من بين السطور. 

 

* اشربوا من نهر القراءة والمطالعة إلى ما بعد الارتواء.

 

* كونوا صادقين مع أنفسكم أولا عند كتابة كل كلمة؛ فالقارئ يلمس شعور الكاتب وإحساسه عندما يبوح من أعماقه.

 

* استفيدوا من النقد البنَّاء للتعلم والتطور، وتجاهلوا النقد الجائر. 

 

* لا تهربوا من الكتابة عند خسارة مسابقة أدبية، فهي ليست مقياسًا أساسيًّا للموهبة، والحل ليس بالهروب؛ لأنه يقتل الموهبة، ويضعف الثقة بالنفس، اصبروا وتعلموا من أخطائكم لتصلوا إلى النجاح.

 

ما رأيك في الأدب هذه الفترة بوجه عام؟ 

 

أرى أن الأدب أصبح مسرحًا لكل من هبّ ودبّ، حتى الدخلاء الذين لا يملكون من الموهبة شيئا أصبحوا بيوم وليلة أدباء ولديهم كتب مطبوعة وجماهير، أما أغلب المواهب الحقيقية مدفونة وضائعة؛ بسبب ظروفهم الصعبة، وعدم وجود جهات مختصة تتبنى الموهبة، هنا يأتي دور وزارة الثقافة بضرورة الاهتمام بالمواهب الحقيقية ودعمها؛ لأن ما يحدث هو انقلاب للموازين ومهزلة حقيقية.

 

هل تفضلين الكتابة بالفصحى أم بالعامية؟

 

بالفصحى؛ لأن اللهجات والثقافات تختلف وأنا يهمني أن يفهم القراء من مختلف أنحاء الوطن العربي كل كلمة أكتبها، وكل رسالة أريد إيصالها. 

 

هل كتاباتك موجهة لفئة معينة؟ 

 

لأ، كتاباتي موجهة لجميع الفئات بما فيهم الأطفال، فهي متنوعة وشاملة، تثري العقول، وتغذي الأرواح. 

 

ما الذي يجعل الكاتب مميزا عن غيره؟ وكيف يطور من نفسه؟

 

الذي يميز الكاتب عن غيره هو قدرته على التجديد والابتكار والتأثير، أسلوبه الفريد النادر، فكره العميق، ثقافته الواسعة، الصدق والعاطفة القوية. 

أما كيف يطور من نفسه؟ 

عن طريق القراءة، الاستفادة من آراء النقاد، تعلُّم كل ما هو جديد، تبادل الخبرات مع بقية الأدباء وتحليل نصوصهم، المشاركة في المسابقات الأدبية، استفادة الكاتب من تجاربه الشخصية وتجارب الآخرين، النقاش والحوار الهادف مع الزملاء الأدباء. 

 

هل مواقع التواصل الاجتماعي أضافت لك؟ وماذا أضافت؟

 

طبعا أضافت لي، فهي فرصة ممتازة قوية لنشر وترويج الأعمال الأدبية دون الحاجة إلى دور النشر الكبيرة، وتكوين قاعدة جماهيرية، والتعاون مع الزملاء الأدباء بشكل سريع ومباشر، كما أنني تعلمت الفنون الأدبية اليابانية مثل: الهايكو، التانكا، السنريو، والجوجيوهكا.

 

ما نوع الدعم الذي يحتاجه الكاتب المبدع المثقف في الوقت الراهن؟

 

أولا: يحتاج الكاتب إلى دعم معنوي ونفسي لذلك يجب تسليط الضوء على الأدباء من قبل وسائل الإعلام، والتعريف عنهم ومقابلتهم في برامج تلفزيونية ثقافية. 

ثانيا: دعم مادي، كما قلت سابقا يجب على المؤسسات الثقافية أن تتبنى طباعة أعمال الأدباء وتسويقها؛ لأن بعض الأدباء وأقصد هنا المواهب الحقيقية يعانون من ظروف مادية صعبة، تعيقهم عن طباعة أعمالهم، ويجب تقديم جوائز أدبية ذات قيمة معنوية ومادية عالية، وتقديم منح مالية تقديرًا لجهود الأدباء في نشر الثقافة والعلم.

 

كيف يمكن أن يتوفر للكاتب التوازن بين العزلة المُلهمة وبين التفاعل والاحتكاك مع الطبيعة والحياة بشكل عام ومع الجمهور من جهة أخرى من أجل الكتابة والخروج بعمل قوي؟

 

تحقيق هذا التوازن ليس سهلاً، ولكن هناك استراتيجيات تختلف من كاتب لآخر، أُفضل وضعها لتسهيل عملية الكتابة وتطويرها وهي: 

 

* تحديد وقت مخصص للكتابة مثل الصباح أو المساء في بيئة محفزة ومكان مريح وهادئ للأعصاب مثل: غرفة خاصة، شرفة المنزل. 

 

* أقترح الخروج إلى الطبيعة والتأمل قبل وأثناء الكتابة، فهذا يساعد على التقاط المشاهد المدهشة، وملاحظة المُفارقات العفوية بعين البساطة والجمال؛ لاستلهام أفكار ملفتة جذابة لها مغزى تفيد الكاتب في الفنون الأدبية وبالأخص اليابانية؛ لأن الأدب الياباني الكلاسيكي العميق يعتمد على الطبيعة كمصدر أساسي خصب في مجالاته الأدبية.

 

* التعامل مع الآخرين والجمهور والاستماع إلى قصصهم؛ لكي نستوحي أفكارًا واقعية، ونرصد المشاعر والحالات الانسانية؛ لنصيغها على الورق بأسلوبنا الأدبي، ولغتنا القوية، وفكرنا العميق، ومشاعرنا الصادقة. 

 

هل تشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٥؟

 

في الحقيقة أنا أتمنى ذلك، ولكن أنا مقيمة في الأردن، ومن الصعب السفر لظروف خاصة، ولكن من الممكن في المستقبل أن أحظى بهذه الفرصة الثمينة بمشيئة الله تعالى.

 

هل نجاحك وانتشارك كأديبة مبدعة يجعل حياتك الشخصية ملكية عامة لجمهورك؟

 

نجاحي وانتشاري لا يجعل من حياتي الشخصية ملكية عامة، ولكن من الطبيعي أن يثير فضول الجمهور الاعلام من حولي، ومن حقي أن أحدد ما أريد مشاركته مع الجمهور، وما أريد إخفاؤه، فهناك خصوصيات لكل إنسان سواء كان كاتب أم غيره، وعلى الآخرين احترامها.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow